عبد الرزاق حمدون *
يراهن عشّاق نادي برشلونة أمام تشيلسي في قمّة الأبطال المنتظرة على مدربهم المحنّك الذي أثبت للجميع أنه أعاد هيبة النادي الكتالوني التي تعرّضت للكثير من الهزّات الموسم الماضي، ولم يتوّقع أكثر المتفائلين هذه العودة السريعة لبرشلونة مع فالفيردي.
تتجه أنظار العالم مساء يوم الثلاثاء إلى العاصمة الإنجليزية لندن، وتحديداً إلى ملعب ستامفورد بريدج معقل البلوز تشيلسي الذي سيستضيف متصدّر الدوري الإسباني برشلونة في قمّة الدور الثاني لمسابقة دوري الأبطال ، في قمّة تعيد للأذهان سيناريوهات عديدة كانت بين الفريقين في الماضي القريب أبرزها نصف نهائي عام 2009 الشهير والذي يراه البعض وصمة عار في تاريخ التحكيم الأوروبي، وربما تشاؤم عشّاق البلوغرانا قد وصل أعلى درجاته بعد ما أوقعتهم القرعة أمام تشيلسي، مجردّ أن تذكر الخروج في نصف نهائي عام 2012 عندما حقق البلوز اللقب على حساب بايرن ميونيخ، عدا عن عدم تسجيل نجمهم الأول الأرجنتيني ليونيل ميسي في 8 مواجهات أمام أزرق لندن، كل تلك الأمور لربما تدعو للقلق في المعسكر الإسباني، لكن بالرغم من التاريخ الأسود أمام تشيلسي توجد هناك الكثير من العوامل التي تدعو لتواجد عنصر التفاؤل البرشلوني في قمّة الثلاثاء أهمها هدف انييستا القاتل في عام 2009، وأبرزها لهذا الموسم هي:
– شخصية البطل
أن تصل لنصف الموسم وأنت خالي من أي هزيمة على صعيد الدوري المحلّي وبطولة دوري الأبطال فهذا بحد ذاته يأتي بالتفاؤل الكبير، برشلونة محلّياً اكتسح جميع الأندية وحقق 19 انتصاراً و 5 تعادلات واستطاع من التسجيل في أصعب الملاعب الإسبانية أبرزها سنتياغو برنابيو معقل الغريم ريال مدريد، قطار برشلونة السريع لم يستطع أحد محلّياً من إيقافه مما أعطاه صفة البطل وهذا ما أجمع عليه الجميع بتواجد تشكيلة متكاملة وبحلول متنوعة.
– الواقعية هي الحل
من يتابع برشلونة هذا الموسم يعلم تماماً أن الفريق يفتقد في معظم محطّاته للشهية التهديفية المعهودة عليه سابقاً بالرغم من تسجيل نجوم البلوغرانا لـ 62 هدفاً في الليغا، ولكننا نشاهد بعض المعاناة في تحقيق الانتصار، لكن المعاناة الهجومية سببها واحد هو فلسفة فالفيردي التي تعتمد على الواقعية الدفاعية، يعتبر برشلونة ثاني أقوى دفاع في الليغا حيث دخل مرماه 11 هدفاً بعد أتلتيكو مدريد برصيد 9 أهداف، ويعتلي صدارة الأقوى دفاعياً في بطولة الأبطال حيث اهتزّت شباكه مرّة واحد فقط، هذا يعطينا فكرة عن تركيز فالفيردي على الشق الدفاعي وإن خرج متعادلاً يكفي ألا يتلقى أهدافاً، مع صعوبة هذه المهمّة أمام هجوم تشيلسي.
- شوط المدرّبين والضربة القاضية
لربما يشعر المتابع لمباريات برشلونة حالياً ببعض الملل في الشوط الأول، لكن ما إن يأتي الشوط الثاني “شوط المدربين” حتى تأتي معه الحلول والمتعة من ميسي ورفاقه، في عالم الأرقام برشلونة سجّل الفريق 44 هدفاً من الـ62 منذ انطلاق الشوط الثاني حتى نهاية المباراة، أي بنسبة تفوق الـ 60% من مجموع الأهداف ككل، عدا عن تغييرات فالفيردي التي تقلب الموازين فيما تبقى من أوقات المباراة.
وهناك عوامل إضافية وربما تكون بالمفاجئة للفريق الانجليزي، تتمثل بالورقة الرابحة التي سيعتمدها فالفيردي أمام تشيلسي بإشراك الفرنسي الشاب عثمان ديمبيلي خاصّة أن المدرب الإسباني لم يعتمد على جناحه الطائر بعد ولم يظهر بالكثير من الأوقات لذا ستكون أمامه فرصة لإثبات نفسه في قمّة الأبطال.
أسلحة فالفيردي هذه لربما أنقصت من بريق برشلونة لكنها جاءت بالكثير من الأفراح لعشاق البلوغرانا فهل ستكمل طريقها وستكون محطّة لندن خضراء لفالفيردي وأشباله؟
* عبد الرزاق حمدون . صحفي رياضي مقيم في ألمانيا
اقرأ أيضاً:
توزيع هدايا الفالنتاين في قمّة ريال مدريد و باريس سان جيرمان ..وأوناي إيمري لزيدان “ما بتعلمش”
في ” الكامب نو ” مشكلة تطفو على السطح… كيف الحل؟
محمد صلاح سندباد الكرة العربية… حكاية كفاح يحتذى بها
بالضغط هنا يمكنم زيارة الموقع الرسمي لمسابقة دوري أبطال أوروبا.