ربما تفرقع أصابعك الآن أثناء قراءتك هذا المقال، أو أنك تفضل فرقعتها أثناء اللحظات الشاقة التي تسبق مقابلة عمل، وربما تكون من هؤلاء الذين لا يفرقعون أصابعهم البتة، لكننا واثقين من أنك تعرف على الأقل شخص يدمن هذه العادة.
فرقعة (طقطقة) الأصابع عن طريق سحب المفاصل بقوة لإصدار صوت هي عادة منتشرة بكثرة في كل بقعة من عالمنا، ويصنفها البعض على أنها إدمان من الناحية السلوكية. بينما تشير العديد من الدراسات إلى كونها عادة “حميدة” لا تحمل الضرر الكبير.
المفاصل في أجسامنا تصدر أصوات كثيرة منها الطقطقة (اسمها العلمي Crepitus)، كما يحدث أثناء فرقعة أصابع اليد أو فقرات الرقبة، ومنها الصرير والحفيف وأصوات أخرى يسببها الاحتكاك المتولد بين غضاريف العظام.
لكن الصوت المميز لطقطقة الأصابع لا يحدث بسبب الاحتكاك، بل ينتج عن هروب فقاقيع غاز ثاني أكسيد الكربون كانت تملأ تجاويف الغضاريف التي تبطن المفاصل. وهنا فيديو مصور بالأشعة السينية يوضح ما يحدث أثناء فرقعة برجمة (مفصل) الإصبع.
تتعرض مفاصل أجسامنا خلال الحياة اليومية إلى قوى شد مختلفة بشكل اعتيادي، ويتسبب الضغط المنخفض في تجاويف المفاصل إلى تشكيل جيوب من الغاز داخل السائل الزليلي (مادة التشحيم الطبيعية في المفاصل) والذي يحتوي بدوره على الأكسجين والنيتروجين (الآزوت) وثاني أكسيد الكربون.
وقد يكون الصوت الصادر عن فقاقيع الغاز مقلقا، خاصة إذا كان حدوثها قليلا، لكنها نادراً ما تدل على حدوث ضرر حقيقي، فهناك مئات الدراسات التي حاولت فهم آلية عملها بدأت منذ عام 1947 وكان أغلبها على يقين بأن الصوت يتسبب بتشكيل فقاعة الغاز بين الغضاريف.
لكن في عام 2015 أثبتت دراسة أن العكس هو الصحيح وأن خروج الغاز هو ما يحدث الصوت. والوقت اللازم لإعادة تشكل الغاز مجددا هو ما يجعل الفرقعة الفورية التالية لنفس المفصل مستحيلة.
الدراسة أشارت أيضا إلى أن البعض يمتلك قدرة أعلى من غيره على فرقعة الأصابع وغيرها من مفاصل الجسم، حتى أنها قد تكون موهبة متوارثة، وقد يعود السبب إلى شكل المفاصل ومرونتها، ولكنها بالتأكيد لا تتسبب بحدوث أمراض التهاب المفاصل (الروماتيزم) كما كان الاعتقاد الشائع.
المصدر: يورونيوز
إقرأ/ي أيضاً:
إدمان الإنترنت والجنس…طرق العلاج وشروطه
عن الصحة النفسية للاجئين في برلين… استراحة المحارب