عبد الرزاق حمدون*
لا أحد ينكر الموهبة التي يتمتع بها البرازيلي نيمار دا سيلفا نجم باريس سان جيرمان الفرنسي، فهو اللاعب الوحيد الذي هدد عرش ميسي ورونالدو في الفترة الأخيرة، لما يملكه من خصائص كروية تخوّله لدخول هذا النقاش. نيمار موهبة برازيلية تشق طريقها بقوّة لكنّها صُدمت بالغرور الذي أزاحها عن منحى الأساطير.
كذبة قائد البرازيل
“عدم نضج نيمار لم يزعجني، إنها الحقيقة”، هذه الكلمات التي صرح بها مدرب منتخب البرازيل “تيتي” عندما أعاد شارة قيادة المنتخب لنجم برشلونة السابق عقب فوز البرازيل بذهبية الأولمبياد. صفة تقلّدها نيمار فيما سبق عندما كان يافعاً وقبل مجيئ “تيتي”، لكنّ حينها أبعدته عن التواضع ومع مقارنته بكل من ميسي ورونالدو لم يعد فتى سانتوس كما كان سابقاً، ليتحوّل لشخص بعيد عن الاحترافية ويتمرّد على النادي الذي قدّمه لأوروبا بحجّة أنه يبحث عن صفة النجم الأوحد.
ظل ميسي أفضل من أي ظل
بتاريخ الثامن من آذار من عام 2017 أي ليلة ريمونتادا برشلونة التاريخية على باريس سان جيرمان، بدأت المشاكل بين إدارة النادي الكتالوني والنجم البرازيلي الذي قدّم نفسه نجماً لتلك الأُمسية، ليصطدم بعدها بصورة زميله ميسي معلّقة على أبواب الكامب نو، ويصبح على يقين أنه مهما صنع في برشلونة سيبقى الرقم 2 بعد ميسي، وهو الأمر الذي جعله ينتفض على ناديه ويستعين بأموال باريس سان جيرمان للخروج.
وصول نيمار إلى ملعب الأمراء كان متأخراً، لتواجد أساطير قبله استطاعوا حفر أسمائهم بكل قوة في سجلات النادي الباريسي، مثل كافاني. من ظل المهاجم الأورغوياني انتقل نيمار مؤخراً لظل الظاهرة الفرنسية الجديدة “مبابي”، الشاب الذي تمكن من خلق كاريزما خاصة به سواء مع منتخب فرنسا أو مع باريس سان جيرمان. واقع مرير عاشه البرازيلي في فرنسا، أجبره على البُكاء والشعور بالندم لمغادرته برشلونة.
ذهب نيمار إلى مونديال روسيا محملاً بالكثير من الضغوط، فبحث هناك عن لعب دور المظلوم والضحية، ليكون أكثر اللاعبين سقوطاً على أرض الملعب في مباريات المونديال، وأكثر من استعان بمهنة “التمثيل” ليكسب تعاطف الجميع، لكنه بهذه الحركات الصبيانية أصبح الأكثر كُرهاً في بلده البرازيل.
عودة نيمار إلى برشلونة كما يُشاع حالياً ربما تكون حقيقة، لكنها في الواقع أسقطت قناع البطل عن شخصية نيمار، الموهبة التي لن تتحول إلى أسطورة.
*عبد الرزاق حمدون – صحفي رياضي مقيم في ألمانيا