غيتا كيلادا Gitta Kilada*
عيد الميلاد، أربعاء الرماد، عيد الفصح، الصعود، عيد العنصرة، يوم سانت مارتن هي بعض أهم الأعياد التي يحتفل بها الألمان بطريقة تقليدية.
في قراءتنا لأهم الأعياد في ألمانيا نعود أولا إلى 11 نوفمبر، حيث احتفل الألمان بعيد سانت مارتن، وهو القديس الشهير بمساعدته للفقراء، ومن أهم تقاليد هذا العيد أن الأطفال يحملون الفوانيس التي صنعوها بأنفسهم لهذذه المناسبة، ويسيرون بها في موكب عبر الشوارع المليئة بالمحتفلين وأصوات الطبول والأغاني.
يبدأ الموكب عادةً من الكنيسة البروتستانتية إلى الكنيسة الكاثوليكية. فيما نيران سانت مارتن تشتعل في الفناء، ويتم توزيع كعكات سانت مارتن، بينما تعرض مسرحية صغيرة يظهر فيها القديس ممتطياً حصاناً أبيض، وهو يساعد أحد المتسولين، ويشاركه عباءته ليحميه من التجمد.
مع اقتراب نهاية السنة تصبح الليالي أطول، ويصبح الجو في الخارج أبرد، أكثر عتمةً ورطوبة وأقل راحة، بينما تصبح أجواء المنازل في الداخل أكثر دفئاً وحميمية. يتم إحضار الشموع وأضواء الميلاد، وتعليق تقويم الميلاد في غرف الأطفال، وتزيين أشجار الصنوبر، وتزيين البيت بأغصان التنوب والزعرور، بينما تخترق البيوت رائحة مخبوزات عيد الميلاد الأولى.
يقترب بعدها يوم سانت نيكولاوس في 6 كانون الأول، ومن تقاليد هذا العيد، وضع طاولة صغيرة عليها كأس من الماء وقليل من الكعك، وقائمة بأمنيات الأطفال للعيد. وتقول الأسطورة أن سانت نيكولاوس يأتي ليلاً ليشرب الماء ويأكل الكعك، ويترك الهدايا ويمضي بهدوء. ولذلك عادةً ما يصحو الأطفال في هذا اليوم ليتقافزوا نحو الطاولة ويجدوا بسعادة أن كأس الماء قد شُربت الماء والبسكويت قد تم أكله، والحمد لله، لم ينس القديس قائمة الأمنيات.
العرف بالنسبة لمعظم الأسر، في الأمسية السابقة لـ 6 ديسمبر، هو تنظيف الأحذية جيداً ووضعها على عتبة الباب. ليجدوها في اليوم التالي مليئةً الحلويات. كان لسانت نيكولاس العديد من المعجزات كما كان محسناً للفقراء، يوزع عليهم الهدايا سراً، أو يدس النقود المعدنية في أحذيتهم. وأصبح لاحقاً نموذجاً لسانتا كلوز الشهير في أنحاء العالم.
على تقويم الميلاد (الروزنامة) توجد 24 نافذة من بداية الشهر حتى يوم الميلاد، و توضع في كل نافذة الحلوى والشوكولا المصنوعة بأشكالٍ متنوعة لتزيد حماس الأطفال مع اقتراب اليوم الكبير. أشجار عيد الميلاد المحلات والبيوت، وتعج أسواق عيد الميلاد بالزائرين. ويوضع إكليل من أربعة شموع تشير إلى أربعة أيام أحد قبل عشية الميلاد. تُضاء الشمعة الأولى في الأحد الأول ثم في كل أحد تُضاء شمعة إضافية وأخيراً الشمعة الرابعة في آخر أحد قبل العيد، ثم يبدأ عد الأيام المتبقية حتى 24 ديسمبر.
ولكن ما الذي يحتفل به فعلاً في 24 ديسمبر؟
في مراكز التسوق والمستشفيات والمدارس وأسواق عيد الميلاد وبالطبع في الكنائس تجد دوماً مجسماً للكهف والمهد، يجسد قصة ميلاد يسوع المسيح في بيت لحم، ويوضع الطفل في مهدٍ من القش بجانبه كلٌ من العذراء مريم، ويوسف النجار، وفي المشهد يظهر أيضاً حمار وثور، وملوك المشرق الثلاثة الذين أحضروا هدايا من الذهب والبخور واللبان لتكريم الملك المولود حديثاً، بعد أن أنبأهم الفلك بالحدث العظيم ومولد المسيح. وطبعاً تجد في كل مكان شجرة الميلاد المزينة بالأضواء والشموع والكرات، وفي أعلاها النجم اللامع الذي يمثل نجم بيت لحم.
وأخيراً يأتي اليوم الكبير، والمساء المقدس، ومن أهم تقاليد هذا اليوم أن يجتمع كل أفراد الأسرة للاحتفال معاً. هدايا الأطفال تحت شجرة عيد الميلاد المزينة. في المساء، يغني الجميع أغاني الميلاد، ويتلون القصائد قبل أن يسمح للأطفال بفتح هداياهم.
وتأتي وجبة الميلاد والمكونة غالباً من سلطة البطاطا والرنجة، النقانق، الملفوف الأحمر، وأيضاً الزلابية، ومشاوي عيد الميلاد من الإوز والبط،. ثم يذهب جزء من الأسرة إلى قداس الميلاد في الكنيسة.
أما باقي الأعياد التي يحتفل بها في ألمانيا:
أربعاء الرماد، في شباط يصادف قبل 40 يوم من عيد الفصح. في ثلاثاء المرفع، أي قبل يوم واحد من يوم أربعاء الرماد، يرتدي الناس ملابسهم الأنيقة، يحتفلون، ثم يبدأون الصيام. يوم الجمعة العظيمة هو يوم الحداد، إثر صلب المسيح، و”موته”. وبعدها يأتي عيد الفصح يوم الأحد، حيث يقوم المسيح من الموت، ويعم الفرح الكبير. وبحسب التقاليد، يتم تلوين البيض لعيد الفصح، وإخفاؤه ليفتش عنه الأطفال حتى يجدوه. وبعد عيد الفصح بأربعين يوم، يصعد يسوع إلى السماء (الصعود). وبعده بخمسين يوم يأتي عيد العنصرة.
غيتا كيلادا Gitta Kilada* رئيسة قسم الإرشاد في مخيم للقاصرين غير المصحوبين بذويهم
اقرأ/ي أيضاً: