كان تعامل الجامعات الألمانية مع الجائحة التي ضربت البلاد في منتصف العام الدراسي سريعاً، مقدرةً بذلك وقت الطلبة من خلال نقل التعليم الجامعي بشكل مؤقت إلى شاشات الأجهزة المحمولة في المنازل عبر الإنترنت؛ فكيف كانت هذه التجربة بالنسبة إلى الطلبة المهاجرين منهم والألمان؟
للإجابة عن تساؤلنا هذا تواصلنا مع ناصر الحسين (23 عاماً) طالب طب جزيئي في جامعة Friedrich-Alexander-Universität في مدينة إيرلانغن. تأقلم ناصر سريعاً مع التعليم الجامعي عبر الإنترنت معتبراً إياه حلاً مثالياً بالنسبة إلى الطالب الأجنبي، فيقول: “بالنسبة لي كان التعليم من خلال محاضرات الجامعة المعدة عبر الإنترنت فرصة ممتازة لفهم المحتويات التي لم أكن لأفهمها بهذا الشكل ولهذه الدرجة لو تلقيتها في المحاضرة بشكل مباشر من البروفيسور؛ فلا أزال وأنا في فصلي الدراسي الثالث، أعاني مع اللغة وخاصةً عندما يتعلق الأمر بشروح المحاضرين في الجامعة”.
ويتابع ناصر: “إن المحاضرات المزودة بشروح البروفيسور تساهم بدرجة أكبر في إدراك المعلومات وتحليلها من المحاضرات في صيغتها القديمة؛ فهنا يزودنا البروفيسور بما كان سيقوله أساساً في المحاضرة المباشرة في القاعة، وتبدو الاختلافات لي في كلٍ من دقة الشروح واختزالها وتصنيفها بشكل مفهوم أكثر بالقرب من فقراتها التي تعنى بها”.
أما Jesse Rausch جيسي غاوش (21 عاماً) من جامعة دوسلدورف التقنية Hochschule Düsseldorf فحدثت أبواب عن تجربتها مع التعليم عبر الإنترنت قائلة: “لست من الأشخاص الذين أمضوا سنوات تعليمهم على الإنترنت أو مِمن يفضلون هذا النوع من التعليم، ولذلك لم تكن لدي آمال كبيرة بهذا النمط من التعليم؛ أولاً لأنه يجعلني مقيدة في المنزل وثانياً لصعوبة التأقلم معه، ولكني تفاجأت من بساطة المواقع المطروحة للعمل بها وتعدد خياراتها بدءاً من الشرح المفصل لمسيرة الفصل وانتهاءً بنمط الامتحانات التي اجتزناها”.
وتتابع جيسي: “لا أستطيع الجزم بأن الفصل “الديجيتالي”، كما يحب البعض أن يسميه، أثبت نجاحه من وجهة نظر المؤسسات التعليمية، ولكنه أيضاً لا يرتقي لأن يكون في موقع المقارنة مع النمط التقليدي أو الاعتيادي. فالبقاء في المنزل لفترات طويلة جعلني أدرك كم من الوقت كنت أمضي في الجامعة وكيف أن إيقاع الحياة الجامعية كان بمثابة حياة اجتماعية بالنسبة لي، وهذا ما يدفعني لأن أميل حتماً، بعد أن تهدأ تهديدات الجائحة طبعاً، للعودة لحياتي الجامعية السابقة”.
نزار ابراهيم. صحفي سوري مقيم في ألمانيا
اقرأ/ي أيضاً:
تحديات التعليم في ألمانيا في ظل كورونا والنتائج غير المرئية للحجر الصحي
افتتاحية العدد 53: كورونا ومستقبل التعليم !