قلقٌ مضاعف وغموض على أعتاب الامتحانات الثانوية في ألمانيا
مع اقتراب بدء العام الدراسي الجديد، لا يبدو أن مشاكل طلاب المراحل المدرسية الثانوية Oberstufe أقل شأناً من غيرها، لاسيما الطلاب المقبلين على الامتحانات الثانوية الأبيتور-Abitur في ألمانيا. فعدا عن القلق الطبيعي في هذه المرحلة كونها تحدد المستقبل الدراسي والمهني للطالب، فإن هذه المرحلة في خضم “كورونا” أصبحت أكثر غموضاً وصعوبة.
تغيرت الحياة لملايين التلاميذ في ألمانيا والعالم مع انتشار الوباء ومع فرض الحجر (الكارانتين Quarantäne)، ليس فقط بتأثيرها على أساليب التعليم والدوام المدرسي بل على الحياة الاجتماعية أيضاً.
لين. ش تقبل اليوم على مدرستها لكنها مشحونةٌ سلفاً بقلق العام الماضي الذي مر متعثراً، وتقول عنه:
في بداية الكارانتين كانت كمية الدروس والوظائف التي أخذناها أكبر بكثير من الوقت المتاح لدينا مما تسبب بضغط كبير علينا وحتى على أهالينا، ورغم أن التكنولوجيا المتعلقة بالدراسة أونلاين ليست صعبة علينا ولكن إدارة الوقت كانت تحدياً صعباً بالنسبة للطلاب. إن فقدان الروتين كان مشكلةً للعديد من زملائي وكانوا بحاجة لإشراف المدرس مثلاً ليرشدهم كيف وماذا ومتى يدرسون.
“طريقة جلوسنا في الصف وسيرنا في الممرات تغيرت“
بعد انتهاء فترة الحجر تغير نظام الدوام المدرسي وتم تقسيم الطلاب إلى فئات، كما تم تقسيم المدرسة نسبياً إلى طرقات ذهاب وإياب، وحتى طريقة جلوسنا في الصف وسيرنا في الممرات تغيرت، وصار التقارب ممنوع طبعاً. ندخل إلى مدخل المدرسة لنقرأ في البداية خريطة الحركة في المدرسة وبناءً عليه نتحرك لنصل إلى قاعة الدراسة المخصصة وهو أمر متعب فيزيائياً ونفسياً، عدا عن أنه يستنفذ الوقت أيضاً.
تقول لين لأبواب إنها تشعر أحياناً بأن هناك بعض العبثية في هذه القواعد المدرسية الصارمة على التلاميذ: “نحن نلتقي غالباً بعد المدرسة في العطل أو الإجازات ونتقارب، وهو شيء لا نستطيع تفاديه بشكلٍ كامل مهما حاولنا، لأننا بحاجة للتواصل والتفاعل الاجتماعي، وهذا ما يجعلنا نتحمل قسوة الكارانتين نسبياً. ولكن بالطبع مع مراعاة القواعد الصحية قدر الإمكان مثل الالتزام بالنظافة وارتداء الكمامة.
أما عن الحل، فعيون لين المحتارة تشي بقلقها وتقول:
لا أعتقد أنه يوجد حل في ظل استمرار الكورونا فهي حديثة العهد والجميع مضطرب أمامها، لكن يمكن أن تكون هناك تحسينات في الدراسة مثل تخفيف الوظائف والضغط على الطلاب، وأن ننتبه على أنفسنا وغيرنا صحياً بحيث لا نتسبب في استمرار انتشار المرض.
نأمل أن يأخذ الجميع بعين الاعتبار أهمية اتباع القواعد الصحية حتى لا يكونوا سبباً في استمرار الوباء والتأثير على حياتنا عموماً.
اقرأ/ي أيضاً:
التعليم الجامعي من الحياة الواسعة إلى ما وراء الشاشات
تحديات التعليم في ألمانيا في ظل كورونا والنتائج غير المرئية للحجر الصحي