عبد الرزاق حمدون*
يبدو أن فالفيردي لا يريد أن يصلح موقفه مع جمهور نادي برشلونة، فالبرغم من امتلاكه لأسماء قوية ورنّانة قادرة على صنع الفارق في أي لحظة ويحلم بها أي مدرب، إلا أن المدرب الإسباني دائماً ما يسعى لخلق الصعوبات التي قد تسبب له وللاعبيه وجماهير فريقه الكثير من الصداع والضغوطات وربما للحظات حبس الأنفاس.
التنبؤ الخاطئ وإصدار أوامر ليست في وقتها هي أبرز صفات المستر السلبية. يمتلك فالفيردي أفضل العناصر على مستوى الدوري الإسباني خاصة بعد إبرام النادي الكتالوني لصفقات مدوّية، ما يجعله قادراً على تطبيق المداورة الصحيحة بين اللاعبين وفي وقتها المناسب أي أمام الأندية المتوسطة والضعيفة، والبدء بأفضل تشكيل له أمام الفرق الكبيرة والمنافسة له.
منذ بداية الموسم ارتكب فالفيردي هذا الخطأ الفادح، فعندما يكون لديك هذا الكم الهائل من النجوم الواعدين فأنت بحاجة لكل دقيقة إضافية تفرّغ بها طاقاتهم، وكلما طالت فترة ابتعادهم عن الملاعب يعني أنك ستخسر حماسهم تباعاً، عدا عن التعب الذي سيضرب تشكيلتك الأساسية في بعض مراحل الموسم، واللعب الممل والمكشوف الذي سيبدأ به لاعبوك كما حصل في المباراة الأخيرة أمام ريال سوسيداد في “الأنويتا”.
فالفيردي بدأ جميع مبارياته هذا الموسم بنفس الأسماء والتشكيل، ولو نظرنا إلى الأندية التي لعب معها برشلونة سنرى بأنها ستصارع كثيراً على البقاء في الدوري هذا العام، أي أنه كان متاحاً للمدرب الإسباني تفعيل مداورة اللاعبين خاصة أمام بلد الوليد وهويسكا الصاعدين حديثاً للدرجة الأولى.
خطأ فالفيردي الكبير هو قدومه للأنويتا وهو عازم على تغيير كل المفاهيم، وقد نسي أن هذا الملعب بقي مستعصياً على فريقه حتى الموسم الماضي، ليبدأ اللقاء بثلاثي وسط غريب جداً “رافينيا- راكيتيتش- روبيرتو!” وهو الذي يملك “كوتينيو- بوسكيتس- آرثور- مالكوم- فيدال- دينيس سواريز!” ، ليرتكب لاعبو هذا الخط الكثير من الأخطاء منها فقدان الكرة وعدم تقديم الدعم الدفاعي لنرى كوارث دفاعية بقيادة “بيكيه واومتيتي”، ولولا تألق شتيغن في التصدّي لثلاث انفرادات لكانت النتيجة تاريخية لأصحاب الأرض.
حقق برشلونة النقاط الأهم وعاد بفوزٍ من ميدان صعب جداً وحافظ على الصدارة، لكن لو تكرر ما حصل أمام ريال سوسيداد في الجدول القوي الذي ينتظر الفريق الشهر القادم، ربما سيواجه فالفيردي تهديد الخروج المبكر.
*عبد الرزاق حمدون – صحفي رياضي مقيم في ألمانيا