وﻟﺪ اﻟﻔﻨﺎن وﻟﯿﺪ اﻟﻤﺼﺮي، اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ اﻷﺻﻞ، ﻓﻲ ﺳﻮرﯾﺎ ﻋﺎم 1979. ﺗﺨﺮج ﻣﻦ ﻛﻠﯿﺔ اﻟﻔﻨﻮن اﻟﺠﻤﯿﻠﺔ ﻓﻲ دﻣﺸﻖ عام 2005، وﻛﺎن ﻗﺪ تعلم ﻓﻦ اﻟﻤﻮزاﯾﯿﻚ ﺑﯿﻦ ﻋﺎﻣﻲ 1994 و2000. و ﺗﺪرب ﻋﻠﻰ ﯾﺪ اﻟﻔﻨﺎن ﻣﺮوان ﻗﺼﺎب ﺑﺎﺷﻲ ﻓﻲ اﻷﻛﺎديمية اﻟﺼﯿﻔﯿﺔ ﻟﺪارة اﻟﻔﻨﻮن ﻓﻲ ﻋﻤﺎن ﻓﻲ اﻷردن. وشارك بالكثير من الورش الفنية في باريس و دمشق، روما، لبنان وعمان.
عرض وليد المصري أعماله منذ عام 2007 مع “أﯾﺎم ﻏﺎﻟﯿﺮي” في بيروت، جدة، لندن، دبي ودمشق، حتى استقل عنهم في العام 2015. وكانت له معارض فردية عديدة مع كلٍ من ﻏﺎﻟﯿﺮي ﻛﺮﯾﻢ اﻷردن، ﻏﺎﻟﯿﺮي أورﺑﯿﺎ ﺑﺎرﯾﺲ، ﺗﻈﺎﻫﺮة ﺑﻜﯿﻦ ﻟﻠﻔﻦ اﻟﻤﻌﺎﺻﺮ وﺗﻈﺎﻫﺮة اﻟﻔﻦ اﻟﻤﻌﺎﺻﺮ ﻓﻲ ﻫﻮﻧﺞ ﻛﻮﻧﺞ.
وﺷﺎرك ﻓﻲ اﻟﻌﺪﯾﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﻌﺎرض اﻟﺠﻤﺎﻋﯿﺔ كالتي أقيمت في ﻣﺘﺤﻒ اﻟﻔﻦ ﻓﻲ ﺑﻮﺳﺎن ﻛﻮرﯾﺎ اﻟﺠﻨﻮﺑﯿﺔ وﻣﻌﻬﺪ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻓﻲ ﺑﺎرﯾﺲ وﻣﺘﺤﻒ اﻟﺤﻀﺎرات اﻷوروﺑﯿﺔ واﻟﻤﺘﻮﺳﻄﯿﺔ ﻓﻲ ﻣﺎرﺳﯿﻠﯿﺎ، وﻗﺼﺮ اﻟﻔﻨﻮن اﻟﺠﻤﯿﻠﺔ ﻓﻲ ﺑﺮوﻛﺴﻞ، وﺑﯿﻨﺎلي اﻟﻘﺎﻫﺮة وﺑﯿﻨﺎلي اﻟﻔﻦ اﻟﻤﻌﺎﺻﺮ ﻓﻲ ﻃﻬﺮان. كما نال العديد من الجوائز – جائزة تفوق لعام ٢٠٠٣، بوزار دمشق، الجائزة الثالثة في مسابقة أيام غاليري 2007 والجاىزة الثالثة في مسابقة ألوان دمشق مع المفوضية الأوروبية 2004.
تتفاعل حياة المصري ﺑﻤﺎﺿﯿﻬﺎ وﺣﺎﺿﺮﻫﺎ ورﺑﻤﺎ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻬﺎ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮار داﺧﻞ مرسمه سواء في سوريا أو في فرنسا حيث يقيم منذ سنواتٍ طويلة، ومشاغله الفكرية تنعكس بشكلٍ واضح على أعماله الفنية ومشاريعه التي قد تتزامن أو تفصل بينها فترات زمنية تطول وتقصر، ونرى ذلك بوضوح في مجموعتيه “الكرسي” ومن بعدها “الشرنقة” الممتدتين ما بين عامي 2004 و2014.
لكنّ شيئاً في حياة وليد المصري لم يبقَ على حاله بعد عام 2011، ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻟﻮﺣاته اﻠﺘﻲ ﻣﺮت ﺑﺘﺤﻮﻻت ﻛﺒﯿﺮة في ﻤﺤﺎوﻟﺔ لاﻣﺘﺼﺎص صدماته اﻟﻨﻔﺴﯿﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺪار ﻫﺬه اﻷﻋﻮام اﻟﺼﻌﺒﺔ، ليصل أخيراً إلى ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﻮازن ناتجةٍ ربما ﻋﻦ اﻟﺨﺪر، ورﺑﻤﺎ ﻋﻦ اﻻﺻﺮار على ﻤﺘﺎﺑﻌﺔ ﻣﺎﺑﺪأه.
التحولات تلك تتبدى في رسمه مجموعات عدة ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ اﻛﺘﻤﻞ وﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻻ ﯾﺰال ﻗﯿﺪ الانجاز. هو لم يستطع إغماض عينيه عما يشاهده فرسم في البداية المجازر التي ملأت رأسه، ﻣﺌﺎت اﻷﻛﻔﺎن واﻟﻀﺤﺎﯾﺎ، رسم اﻟﻤﻔﻘﻮدﯾﻦ ﻣﺤﺎﻃﯿﻦ ﺑﺸﺎرة ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﺒﺚ ﻓﻲ اﻟﺘﻠﻔﺰﯾﻮن اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﻨﻈﺎم اﻟﺴﻮري، وحين ﻟﻢ ﯾﻌﺪ ﻟﻠﻔﻦ ﻗﯿﻤﺔ أﻣﺎم ﻛﻞ ﻣﺎ يراه، حاول اﺳﺘﺨﺪام ﻟﻐﺔ اﻟﺒﻮﺳﺘﺮ ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ “ﺗﺤﺖ ﺳﻘﻒ اﻟﻮﻃﻦ” وﺑﻌﺪﻫﺎ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻤﻔﻘﻮد واﻟﻜﯿﻤﺎوي وﺷﺠﺮة اﻟﻨﺬور اﻟﺘﻲ علق ﻋﻠﯿﻬﺎ شرائط ملونة في ترميز لآلاف القتلى، ﻓﻲ العام 2014 استبدل ﻫﺬه اﻟﺸﺮاﺋﻂ ﺑﺎﻷﻛﻔﺎن ﻋﻠﻰ ﺟﺬع وأﻏﺼﺎن ﺷﺠﺮة ﻗﻮﯾﺔ ﻣﻬﯿﺒﺔ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﺴﻤﺎء أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ارﺗﺒﺎﻃﻬﺎ ﺑﺎلأرض، وﻧﺘﯿﺠﺔ ﻟﻬﺬا اﻟﻤﺰج ﺧﺮﺟﺖ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﺸﺮاﻧﻖ التي يقول عنها “أصبح اﻟﻜﻔﻦ ﺷﺮﻧﻘﺔ ﺣﺮﯾﺮ رﺑﻤﺎ ﺗﺘﺎﺑﻊ دورة ﺣﯿﺎﺗﻬﺎ ﻟﺘﻌﺒﺮ ﻧﻔﻖ اﻟﻤﻮت وﺗﺼﺒﺢ ﻓﺮاﺷﺔ، ورﺑﻤﺎ ﺗﺨﻨﻖ ﻋﻠﻰ أﯾﺪي ﻣﻦ ﯾﺮﻋﺎﻫﺎ، ﻋﻠﻰ الأﻗﻞ ﻫﺬا ﻣﺎ ﺷﻌﺮﺗﻪ ﺗﺠﺎﻫﻬﺎ ،ﺣﯿﺚ ﻟﻢ أﻛﻦ أﺣﺘﻤﻞ ﻓﻜﺮة ﻗﺘﻞ ﻛﻞ هؤلاء اﻟﺒﺸﺮ ﻓﻘﻂ ﻓﺪاءًا ﻟﻨﻈﺎم ﻻ ﯾﺨﺘﻠﻒ اﺛﻨﺎن ﺣﺘﻰ وﻟﻮ ﻛﺎﻧﻮ ﻣﻮاﻟﯿﻦ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻓﺴﺎده.
وﻋﻠﻰ اﻟﺘﻮازي تابع وليد المصري اﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻷﻃﻔﺎل التي بدأها ﻋﺎم2011 ﺑﺮﺳﻢ أﻃﻔﺎل ﻓﻘﺪوا أو ﺷﺮدوا أوﻗﺘﻠﻮا ذﺑﺤﺎً ﺑﻌﺪ ﻣﺮور ﻋﺼﺎﺑﺎت اﻠﻨﻈﺎم ﻋﻠﻰ ﻗﺮاﻫﻢ، في مجازر مثل ﻋﻘﺮب واﻟﺤﻮﻟﺔ أو مجازر اﻟﻜﯿﻤﺎوي في اﻟﻐﻮﻃﺔ اﻟﺸﺮﻗﯿﺔ.
في العام 2015 حاول المصري إنقاذ الأطفال في ذاكرته، فرسم أﻃﻔﺎﻻً أﺣﯿﺎء ﻣﻌﻬﻢ ﺷﻲء ﯾﺴﻌﺪﻫﻢ وﯾﺆﻧﺲ وﺣﺪﺗﻬﻢ، “أردت اﻟﺘﻔﺎؤل.. وأردت ﺣﻤﺎﯾﺘﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﯾﻘﺘﻲ”.
كان يعيش الألم الجمعي كأغلب السوريين حتى واجه الخبر الأقسى حين خُطفَ والده وقتل ﻓﻲ أواﺧﺮ ﻋﺎم 2017، وﻟﻠﻤﺮة اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ حياته توقف ﻋﻦ اﻟﺮﺳﻢ. وﺑﻌﺪ ﺻﻤﺖ ﺛﻘﯿﻞ اﺳﺘﻤﺮ ﻷﺷﻬﺮ، “رﺳﻤﺖ ﻃﺎووس.. ﺑﺸﻜﻞ ﺗﻠﻘﺎﺋﻲ ودون أي ﺗﺤﻀﯿﺮ وﺗﻔﻜﯿﺮ ﺳﺎﺑﻘﯿﻦ، ﻛﻤﺎ اﻟﺴﺤﺮ ﻛﺎن ﻫﺬا اﻟﻄﺎووس قد ﺳﺎﻋﺪﻧﻲ ﺑﺎﻟﺘﺤﺮك ﺧﻄﻮة واﺣﺪة ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ، ﺗﻌﻠﻘﺖ ﺑﻪ واﻋﺘﺒﺮﺗﻪ ﺻﻮﺗﺎً ﻋﻤﯿﻘﺎً ﻷﺑﻲ وروﺣﺎ ﺧﻔﯿﻔﺎً ﯾﺤﯿﻂ ﺑﻲ. ﻻ أﻋﯿﺶ ﺣﺎﻟﯿﺎ إﻻ ﻣﻊ ﻫﺬا اﻟﻄﺎووس.” وﺳﯿﻘﺎم أول ﻣﻌﺮض ﺧﺎص ﻟﻬﺬه اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻓﻲ “ﻛﺮﯾﻢ ﻏﺎﻟﯿﺮي” في ﻋﻤﺎن ﺷﻬﺮ أوﻛﺘﻮﺑﺮ اﻟﻤﻘﺒﻞ. كما ستعرض في المعهد الأوروبي للعلوم الإسلامية والإنسانية في باريس بين ١٨ ايلول٢٠٠٩ولغاية ٢٣ شباط ٢٠٢٠.
اقرأ/ي أيضاً: