إعداد ميساء سلامة فولف
في هذه الزاوية نعرّفُ القراء بشخصيات من المهاجرين الذين وصلوا إلى ألمانيا منذ سنواتٍ طويلة، وتمكنوا من إعادة بناء حياتهم ومستقبلهم بعيداً عن أشكال وحدود الانتماء التقليدي، وحققوا نجاحات في مجالاتٍ عديدة، فاحتضنتهم هذه البلاد وصارت لهم وطناً.
سارية المرزوق
من مواليد الفرات- محافظة دير الزور. درست الهندسة الزراعية في جامعة حلب ثم غادرتها لتنهي دبلومها في جامعة دمشق. في العاصمة دمشق كانت ضمن المهندسين الرواد المؤسسين للعمل المخبري في الهيئة العامة للتقانة الحيوية، حيث شاركت في العديد من الأبحاث في مجال البصمة الوراثية.
في العام 2007 حصلت على منحة لإتمام الماجستير في ألمانيا في أحد البرامج العالمية التي تعنى بإدارة المصادر الطبيعية، وهنا قررت “المرزوق” متابعة البحث في مجالين أساسيين، الأول: أبحاث النوع الاجتماعي “دراسات الجندر”، حيث قامت مع مجموعة من زملاء جامعة هومبولد– برلين ببحث عن دور المرأة في الاقتصاد الإثيوبي بالتعاون مع مركز ILRI في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، تبع ذلك انضمامها إلى جمعيات نسوية ألمانية وسورية، فمثلت “سارية” بلدها سوريا في مؤتمرات “الخبيرات العربيات العائدات من ألمانيا” في كل من مصر والأردن، كما ساهمت في إطار عملها التطوعي مع جمعيات شبابية في إنجاز ورشات عمل في كل من ألمانيا وإسبانيا للتدريب وتطوير مجال “Non-Formal Education Tools” وخصوصاً للفئات العمرية المبكرة من الشباب المهاجرين.
أما المجال الثاني لأبحاثها في ألمانيا فهو الأبحاث الوراثية في أصول الخيول العربية، ساهم بذلك عشق “مرزوق” وشغفها بالخيول العربية، الأمر الذي حدّد الكثير من مسارات حياتها. بعد إتمامها الماجستير بنجاح، عادت الى سوريا لتؤسس مخبر التنميط الوراثي الأول في الهيئة العامة للتقانة الحيوية، وساهمت باعتبارها باحثة في مجال وراثة الخيول العربية في وضع الأسس لاتفاقية التنميط الوراثي للخيول العربية في كل من سوريا وتركيا، غير أن تجميد العلاقات السورية- التركية العام 2011 حال دون إتمام الاتفاقية.
غادرت “سارية المرزوق” دمشق للمرة الثانية أواخر العام 2013 بعد قصف مكان عملها، مما عطّل إمكانية متابعة البحث على عينات الخيول العربية التي جمعتها من كل من الغوطة، الحسكة، درعا، حمص وحماة. بعدها حصلت على منحة دراسية لبحث الدكتوراه، ودعم مالي لمدة تتجاوز ثلاث سنوات لإتمام البحث المخبري على أصول ثلاثة من أهم أرسان الخيول العربية في سوريا في كلية العلوم الحيوية، جامعة هومبلد- برلين.
لها العديد من المقالات في كبرى الدوريات العلمية العالمية وكذلك المحلية السورية، كما شاركت في العديد من المؤتمرات العلمية في ألمانيا، سويسرا، البرتغال، إسبانيا، الهند، لبنان، السعودية، مصر، الأردن وسوريا.
بالتوازي مع البحث العلمي، عملت سارية في مجال التحرير والترجمة لدور نشر ألمانية تعنى بكتب الأطفال مثل دار AphorisimA حيث عادت لممارسة الكتابة الأدبية بعد انقطاع دام لأكثر من عشر سنوات.
اقرأ أيضاً: