فولكر سيفرت – تاغسشاو
ترجمة: هاني حرب
بين السوريين هنا في ألمانيا يوجد على ما يبدو عدد من مجرمي الحرب أيضا. أكثر من 2800 دليل وصل للسلطات الأمنية الألمانية. في 13 حالة منها قامت السلطات بفتح تحقيقات مع اللاجئين المعنيين بهذه الأدلة. هم متهمون بالقيام بجرائم حرب في سوريا أو العراق.
مئات الآلاف من اللاجئين قاموا بطلب الحماية في ألمانيا من الأخطار والأهوال التي لاقوها من المجموعات المتحاربة على أراضيهم. من بينهم عدد من مجرمي الحرب على ما يبدو الذين قاموا بالوصول إلى ألمانيا كملجأ آمن لهم من العقاب. لكن الشرطة الجنائية الألمانية في تتابعهم لمحاكمتهم.
أكثر من 25 دليل يوميا
في المركز الاتحادي لجرائم الحرب والجرائم ضد الشعوب في مركز الشرطة الاتحادية الجنائية في ميكينهايم قريبا من مدينة بون تجري التحقيقات بشكل متواتر ودائم. حسب المعلومات التي وصلت إلى hr-INFO يصل يوميا إلى المركز بين 25-30 دليلا جديدا.
“لسنا جاهزين للعمل بهذه الكمية الكبيرة من الدلائل والتحقيقات” يشرح أحد موظفي الشرطة الجنائية الاتحادية الموقف الحالي. يجب توظيف وتجهيز العديد من القوى والموظفين الجدد ليتم الإحاطة بهذا العدد من الطلبات والدلائل وتحضيرها للمحققين.
إن خبرة المحققين أظهرت أن هذه الدلائل تختلف تماما عن بعضها البعض. بعضها قائم على الإشاعات فقط، حيث يقوم أعضاء مجموعة عرقية أو دينية سورية أو عراقية باتهام أعضاء مجموعة أخرى بجرائم حرب دون وجود أي دلائل ملموسة، حقيقية أو حتى دون قيام هؤلاء بأي جرائم بالأساس.
القسم الثاني من هذه الأدلة والادعاءات يقوم على شهادات شهود حقيقين موجودين في ألمانيا وكذلك الصور التأكيدية عبر الانترنت وهذه تستدعي التحقيق بها بالطبع.
علميات اعتقال في فيست فالن
إن عمل المحققين حقق أول ثماره. في يوم الأربعاء الماضي قامت مجموعات من القوات الخاصة باعتقال شخص من حملة الجنسية السورية بعمر 41 عاما في منطقة فيست فالن. قام هذا الشخص بجرائم حرب في حلب وتم إصدار مذكرات اعتقال له للمثول أمام المحكمة الاتحادية الألمانية.
إن الجزء الأكبر من هذه الدلائل تم تجميعها والتحقيق بها بعمل مشترك بين القوى الأمنية الألمانية والمكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين في نورنبرغ، حيث قام موظفو المكتب باستجواب اللاجئين بشكل منظم عن معرفتهم بأي جرائم حرب تمت خلال فترة وجودهم في سوريا أو العراق. إضافة إلى ذلك يقوم اللاجئون أنفسهم بالتقدم بادعاءات مباشرة لدى الشرطة الألمانية في حال الحاجة للأمر.
إن القوى الأمنية الألمانية مجبرة حسب قانون الجرائم ضد الإنسانية بمتابعة الدلائل عن جرائم حرب والتحقيق بها في حال كان المدعى عليه مقيمًا في ألمانيا أو له أي علاقة بألمانيا.
الدلائل في وسائط التواصل الاجتماعية
الدلائل، الإشاعات والصور عن بشاعة الحرب تجوب الانترنت ووسائط التواصل الاجتماعي ومراكز اللاجئين. أحد الأشخاص الذين يحاولون ترتيب هذه المعلومات ضمن قنوات خاصة ومرتبة هو عبد الكريم ريحاوي. يقيم عبد الكريم
منذ حوالي عام كامل في فرانكفورت–ألمانيا حيث حصل على إقامة خاصة “لدواعي سياسية محددة” من وزارة
بقوم عبد الكريم بمساعدة العديد من زملائه في الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان بجمع المعلومات عن مواطني بلده الأم الذين قاموا بجرائم حرب ويقيمون ويعيشون في أوروبا.
قام عبد الكريم بإرسال قائمة باكثر من 150 مجرم حرب محتمل قاموا بالعمل والقتال في الميليشيات المختلفة التي تقوم بدعم نظام الأسد في سوريا، حيث هنالك أكثر من 40 مجموعة مسلحة في سوريا معروف عنها القيام بجرائم إبادة وجرائم ضد المواطنين العزل في مناطق سيطرتهم، للشرطة الجنائية الاتحادية الألمانية.
عدم وجود الأدلة القاطعة
قامت الشرطة الجنائية الاتحادية بتأكيد وصول اللائحة ولكن لا يوجد حتى الآن أي دليل قاطع ضد أي شخص ضمن هذه اللائحة.
ريحاوي قام أيضا بجمع العديد من المعلومات والدلائل ضد الإرهابيين الإسلاميين. على أساس المعلومات التي قام بتقديمها، قام المدعي العام في دورتمند في نهاية عام 2015 باعتقال شخص يحمل الجنسية السورية. قام هذا الشخص بالعمل لدى الدولة الإسلامية “داعش” في مدينة الرقة السورية بالعديد من الوظائف المختلفة. بعد استجواب الشخص تم إطلاق سراحه مجددا ولكن الدعوى والتحقيق ضد هذا الشخص مازالت قائمة رغم إنه لا يمكن لأحد أن يعرف مكان إقامة هذا الشخص حاليا.
“لم يتم التأكد باستمرار من مكان إقامة المتهم” تقول متحدثة باسم المدعي العام في دورتمند.
يعرف ريحاوي تماما أن بعمله هذا يحتاج الكثير من النفس الطويل والصبر. “قامت ألمانيا باستقبال والترحيب بالعديد من السوريين ويجب حمايتها من أن يقوم جزء من هؤلاء بأعمال إجرامية جديدة هنا في ألمانيا” قال ريحاوي وهو يأمل أن يتم اعتقال مجرمي الحرب والإسلاميين الإرهابيين ومحاكمتهم أمام محكمة ألمانية على أفعالهم وجرائمهم.
مقالات ذات صلة: