لا يمكن تجاهل أهمية لغة الجسد في العلاقات الإنسانية، حيث قد يترتب على الأخطاء في لغة الجسد سلسلة من سوء الفهم المتبادل الذي يؤدي بدوره إلى مشاكل أو خسارات لم يتوقعها أحد لاسيما في مقابلات العمل أو عند التعرف على أصدقاء جدد.
فقد تكون لديك عادات جسدية سيئة تعطي انطباعات لا تقصدها للآخرين، مثل التململ الذي يوحي بالتوتر والضعف، اتخاذ أسلوب دفاعي في الحديث مع الآخرين يعطي الانطباع بأنك شخص غير موثوق به، التراخي في الوقوف يوحي بعدم الثقة بالنفس. كما أن تجنب النظر في العيون قد يوحي بأنك تخفي شيئاً ما.
ويوحي لمس الأنف و فركه أثناء الكلام بالكذب، بينما كثرة لمس الذقن والوجه يدل على القلق أو عدم الاهتمام بالحديث. كما يدل شبك اليدين وراء الظهر على الغضب والقلق. حضن الرأس باليدين مع النظر إلى الأسفل يشير إلى الملل. وضع اليدين على الأوراك أثناء الوقوف يوحي بالعدائية أو الاستعجال، كما يعبر عن قلة الصبر أيضاً الدق بالأظافر على شيءٍ ما. وإذا كنت تقضم أظافرك فأنت تعاني من العصبية أو عدم الشعور بالأمان. وحتى الابتسامة إذا كانت واسعة وجامدة فإنها ستعطي انطباعاً سلبياً من التصنع والعصبية.
وفي المقابل هناك طرق معينة استخدام لغة الجسد لتواصل جيد مع الآخرين، فمثلاً تدل محاذاتك للشخص الذي تكلمه على الاهتمام به، وعندما تميل نحوه بشكل بسيط فهذا دليل على التركيز والإصغاء باهتمام، كما أنه لا يجب التركيز على العينين فقط، بل تنتقل النظرات ما بين الشفاه والأنف ثم تعود مجدداً للعينين. إسترخاء اليدين على جانبي الجسم يشير إلى الانفتاح على الآخرين، وتساعد حركات اليدين أثناء الحديث على تحسين مصداقية الشخص لدى المستمع، وضع الفرد لذراعيه خلف منطقة الرقبة على الاسترخاء.
من جهة أخرى هناك أساليب لفرض القوة أو السيطرة على الآخرين بالجسد مثل التواصل البصري الثابت فمن يحدّق أكثر لآخر لحظة هو الأقوى ويعزز فكرة عدم الخوف، طريقة الوقوف بفرد الجسد ولكن دون توتر هي من علامات السيطرة، كما يميل الأشخاص ذوي المكانات العالية إلى التحكم بالمساحة الشخصية، وحفظ مسافة فيزيائية كبيرة مع الآخرين كدلالة على النفوذ والهيمنة عليهم. كما أن وضع اليدين وراء الرأس والرجلين مشبوكتين أثناء الجلوس يعد دلالة على الثقة والفوقية.
رغم كل الدلالات السابقة لاشك في أن للناس طرق مختلفة في التعبير الجسدي واللفظي والسلوكي ويجب مراعاة الفروق الشخصية واختلاف الثقافات لفهم لغة الجسد بشكل صحيح، حيث تختلف الانفعالات من ثقافة لأخرى. ولكن تبقى الابتسامة اللطيفة مفيدة دوماً فهي تبث مشاعر إيجابية للآخرين وتشجعهم على الاقتراب.
اقرأ/ي أيضاً: