تقرير رشا الخضراء. إعلامية سورية مقيمة في ألمانيا
يعيش اليوم أكثر من 201 مليون شخص في جميع أنحاء العالم في مناطق تعاني من أزمات إنسانية، و يحول تصاعد النزاع المسلح دون الوصول إلى الأشخاص المتضررين في المناطق غير الآمنة وبات تقديم المساعدة الإنسانية وتحسين معيشة العالقين في هذا النزاع من أصعب التحديات كما هي الحال في اليمن وبعض المناطق السورية والليبية. يتركز أقل من واحد في المائة من المساعدات الإنسانية على الاستثمار في الابتكارات اللازمة للوصول إليهم ونحتاج إلى حلول جديدة تستجيب لاحتياجات المجتمعات المستضعفة التي يتعذر الوصول إليها من قبل هذه المنظمات.
تعمل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، وإدارة التنمية الدولية بالمملكة المتحدة، والحكومة الهولندية، بالإضافة للمنظمة الكندية جراند تشالنج كندا على مشروع “صناعة الأمل أثناء الصراعات: التحدي الإنساني الكبير” الذي يقوم بالدعم والاستثمار في الابتكارات التي تسمح للمجتمعات بأن تستجيب للأمور الطارئة وأن تأخذ خطوات تنعكس على نوعية حياة الأفراد العالقين، حيث يقوم خبراء الشؤون الإنسانية والمبتكرين بالمساعدة في التغلب على التحديات وإيجاد الحلول.
من تاريخ 9 إلى 13 ديسمبر من عام 2019 في ميونخ، استضاف فريق تسريع الابتكار التابع لبرنامج الغذاء العالمي بالتعاون مع منظمة جراند تشالنج كندا ومشروع “التحدي الإنساني الكبير” حدث “أسبوع تسريع الابتكار” للمبتكرين المختارين من الجولة الأولى للمشروع الذين قدموا أفكارهم في عام 2018.
وينبغي أن تكون الابتكارات المطلوبة في المجالات التالية:
- مجالات الطاقة.
- المياه النقية والصرف الصحي.
- البيانات اللازمة للإنقاذ.
- الإمدادات الصحية والخدمات اللازمة لمساعدة المتضررين من النزاعات.
وكان على كل من المبتكرين بتاريخ 12. 12. 2019 تقديم عرض سريع لا يتجاوز ثلاثة دقائق للتعريف عن ابتكاره وترغيب الممولين والمانحين في الاستثمار في تطبيقه. وكان من المبتكرين بعض الأشخاص السوريين وسيدة يمنية، وقمت بالحديث مع بعض منهم أثناء تغطيتي لهذا الحدث في مدينة ميونخ الألمانية.
أخبرني علي محمد علي عن فكرته المبنية على التكامل بين الطاقة الشمسية والنقل للمساعدة في منظومة الإسعاف واللقاح إضافة إلى موضوع الطبابة عن بعد لتعزيز منظومة طبية في سوريا وأخبرني عن طموحه في تطوير منصة عالمية تستخدم من قبل الأفراد بأي دولة تعاني من صراعات أو كوارث طبيعية. علي مهندس بيئة سوري يعمل على تطوير الفكرة من خلاله عمله في منظمة أوسم في تركيا “Uossm”.
وكانت فكرة ابتكار الطبيب نبيل قرا من حمص هي علم الجراثيم عن بعد (تيلي ميكرو بيولوجي)، حيث انطلق من فكرة النقص الحاد في وجود الأطباء والأخصائيين في التشخيص الجرثومي عند حصول أزمة حروب أو كوارث طبيعية نتيجةً لرحيل العديد منهم من بين الراحلين، فقام بإنشاء مخبر عن بعد يعتمد على وجود أطباء أو فنيين في أماكن الكوارث أو النزاعات، يقومون بأخذ عينات المجهر وتحضيرها واستخدام الحواضن، وفي حال عدم توفر ذلك ممكن تدريب مساعدين ورفع قدراتهم ليتمكنوا من إيصال النتائج ويقوم الاستشاريون في الدول الآمنة بتقديم التشخيص.
كيف يتم ذلك؟
ليتمكن المتدرب أو الطبيب من إرسال النتائج يتم تزويدهم بمعدات المخبر الجرثومي مزودة بكاميرات دقيقة لإرسال الصور المجهرية عبر الإنترنت للأطباء الاستشاريين في الدول الغربية لقراءة النتائج، وفي حال الضرورة ممكن التحدث هاتفياً ونقل الصورة كاملة ويعطى التشخيص والعلاج. كما يتم العمل على تطوير المشروع مستقبلاً ليستبدل الاستشاريون بروبوت متوفر بشكل دائم. الدكتور نبيل هو طبيب سوري لديه ماجستير ودكتوراه في علم الجراثيم الطبية مقيم في أوروبا منذ حوالي ثلاثة عشر عاماً.
الدكتورة عائشة جمعان من اليمن رئيسة المنظمة اليمنية للإغاثة والإعمار قامت بتقديم فكرة مشروع هام لتصميم نظام يقوم بتوفير المياه الصالحة للشرب في مدينة الحديدة اليمنية حيث ينقيها من المكروبات ويقوم بتحليتها دون الحاجة للبترول والديزل وإنما يستعمل الطاقة الشمسية.
أنجز مشروع صناعة الأمل في النزاعات مرتين وقد أغلق النداء الثاني للابتكارات في يوليو 2019 بعد أن استقبل أكثر من 648 طلب من ثمانين دولة مختلفة. وسيتم الإعلان عن موعد النداء الثالث لتقديم الابتكارات في 2020.
فإذا كنت مهتم بالمشاركة في صناعة الأمل في المناطق ذات النزاعات، أرسل فكرتك وقدم الطلب لربما تحصل على فرصة الدعم والتمويل لتحويل الفكرة إلى حقيقة.
المدير المسؤول عن برنامج التحدي الإنساني الكبير، مدير الابتكار الإنساني، كريس هوستون شجع كل من يملك فكرة لمساعدة الأشخاص المتضررين في كل مناطق النزاعات على التقديم لهذا المشروع ليتم تقديم الدعم والتمويل له، حيث عبر السيد كريس عن رأيه أن الأشخاص القادمين من مناطق الصراعات أقدر على تقديم الابتكار المنبثق من الحاجة الحقيقية للأفراد هناك وعلى معرفة كيفية الوصول إلى هذه المناطق.
وهنا رابط المشروع: humanitariangrandchallenge.org
اقرأ/ي أيضاً:
اللاجئون السوريون في لبنان… هل تصل المساعدات إلى أصحابها حقاً؟
انطلاق أعمال المنتدى العالمي الأول للاجئين في جنيف