إعداد. سعاد عباس
اسمي سراء من سوريا، عمري 24 سنة، ما أن أنهيت دراستي الجامعة في سوريا حتى اضطررنا أنا وعائلتي لترك بلادنا والسفر خارجاً، أملاً بوجود حياة أفضل لنا في مكانٍ ما.
وصلت إلى ألمانيا وأنا متعبة جداً، فقد تركت أصدقائي وأقاربي جميعاً في مكان واحد. ويوماً تلو الآخر، اشتد الاكتئاب لدي، ثم قررت أن ألجأ لهواية كانت لدي منذ الصغر، وهي الرسم.
رسمت كثيراً في الفترة الأولى، واستمر أهلي بتشجيعي لأكمل ما بدأت به، ولاقيت إطراءً كبيراً ممن حولي رغم أني كنت مبتدئة لا أعرف أي قواعد في فن الرسم، ولكن مع الأيام أصبح الرسم هو ملجأي الوحيد للخروج من الاكتئاب، فعملت على تطوير موهبتي، وحاولت أن أفتتح مشروعاً أستطيع من خلاله أن أحقق حلمي، وهو العمل بموهبتي.
فبدأت أرسم على الكنزات والقماش بشكل عام، ثم على الفناجين، حتى أنني بعدها صرت أرسم على الخشب بطريقة الحرق.
اجتذب هذا العمل بعض الأشخاص، وأصبحوا يشترون مني أعمالي، وخصوصاً ما يجمع بين الأحرف العربية المزخرفة والرسم. لكني رغم كل هذا لم أحصل على ما أريد بعد، فحلمي الذي أسعى لأجله لم يتحقق بعد، ولكن كنت آمل دائماً بأنني “سأصبح ما أريد.. يوماً ما.
قمت بتصميم موقع إلكتروني لكنه لم ينجح، حيث كان يتطلب الكثير من المعاملات والأوراق القانونية، بالإضافة إلى أنه يحتاج إلى توكيل محامي مختص بهذه الأمور. ولم يقدم أحد لي المساعدة، بل وعلى العكس، اضطررت لدفع مبالغ مالية لبعض الجهات في الوقت الذي كنت أسعى فيه إلى ادخار بعضٍ منها لشراء الألوان ومعدات الرسم.
لذلك قمت بإغلاق الموقع وتأجيل العمل به لفترة من الزمن. وحالياً، أقوم بالإعلان عن أعمالي عن طريق الإنستغرام وهذا هو حسابي: saraa.alghazzouly
وأيضاً عن طريق الفيس بوك، ومجموعات على مواقع التواصل الاجتماعي.
شاركت بالسوق الشرقي عن طريق الرسم بالحنة، وتلقيت طلبات كثيرة حينها لأكثر من 40 سيدة، قمت بالرسم على أجسادهن بالحنة، وكانت ردود الأفعال جيدة جداً في ذلك اليوم الجميل.
منذ حوالي السنة، ابتكرت أفكاراً جديدة وجميلة بالرسم على القماش، ولاقيت الكثير من التشجيع على هذه الأعمال التي لاقت نجاحاً كبيراً. أحياناً أنفذ تصاميم من أصحاب الطلب أنفسهم، مثل الكتابة باللغة العربية، وهي من أكثر التصاميم المطلوبة، لأن الخط العربي مميز جداً، وفيه روح خاصة. وأغلبية زبائني هم من العرب، ولغاية الآن لم أحقق التفاعل المطلوب مع الألمان، ولكنني أسعى لذلك.
لم أحصل على المساعدة المرجوة من الجوب سنتر، فلم يكترثوا لمشروعي، ظناً منهم أنه لا يكفي لأن أخرج من برنامج المساعدات الاجتماعية على حد قولهم. لكني أتلقى الدعم الكبير من عائلتي وزوجي الذين يساندونني في كل أعمالي مما جعل الأمل لدي قوي وكبير بأني سأحقق ما أريد يوماً ما.
سأحقق هذا الحلم بأن يكون لدي محل صغير يشبهني، أستطيع من خلاله بيع رسوماتي، وأن أواصل الرسم بالحنة، والرسم على القماش والفناجين، ويكون مصدر إلهامي ورزقي.
اقرأ/ي أيضاً:
سيدات سوريات ينجحن في إقامة وإدارة مشاريعهن في ألمانيا.. “ساعي الحب”
سيدات سوريات ينجحن في إقامة وإدارة مشاريعهن في ألمانيا.. “سبيل”
سيدات سوريات ينجحن في إقامة وإدارة مشاريعهن في ألمانيا.. “ياسمين كيترينغ”