فايز العباس
قامت بلدية مدينة (Halle (Saale في ولاية ساكسونيا أنهالت، بتوجيه رسائل عبر البريد لكل الأجانب (Ausländer) المقيمين في المدينة، تدعوهم للمشاركة في الانتخابات التي تجريها لانتخاب تسعة أشخاص يمثلونهم في مايسمى مجلس الأجانب (Ausländerbeirat)، والذي سيباشر أعمال دورته الثانية مع بداية العام القادم.
ولأن السوريين معنيون بهذا الاستحقاق ولهم سبعة مرشحين من بين عشرين مرشحاً لكل الجنسيات، أجريت حواراً مقتضباً مع السيد نبيل العلي* وهو أحد المرشحين، للوقوف على تفاصيل الحدث:
- ما هو المجلس بشكل عام؟
هذا المجلس يمثل الأجانب ضمن البلدية تمثيلاً سياسياً واجتماعياً واقتصادياً، وهو المعني قانونياً بإيصال صوتهم، ونقل المشاكل والقضايا المتعلقة باللاجئين للأحزاب والجهات المسؤولة، ويمكنه التواصل مع كل الشخصيات والفعاليات ضمن المدينة.
كما يمكنه مخاطبة جهات خارج المدينة (كالمحكمة العليا مثلاً) في القضايا الكبيرة، إضافةً إلى إمكانية تناول الحالات الخاصة بما يتوافق مع القوانين.
وربما يصح أن نصفه بأنه شكل من أشكال التوفيق والتوافق بين الأجانب والجهات الألمانية المسؤولة في المدينة.
- في حال فوز أحد المرشحين السوريين السبعة، فما الخدمات التي سيقدمها للاجئين؟
المجلس يمثل كل الأجانب دون تمييز، ولكنّ وجود عضو سوري سيكون فرصة لإيصال هموم ومشاكل السوريين وهي جزء من الهموم العامة في المدينة، الفرق سيكون في أن وجوده سيساعد على تفهم حالة السوريين وإيصال معاناتهم من قبل شخص قريبٍ من قضاياهم ويعاني مثلهم، وفيما عدا ذلك يمكن للمجلس توكيل محامين، مخاطبة الجهات الرسمية، تأمين مترجمين، توجيه النصائح والمشورات والاستشارات القانونية…الخ
- كيف كان تفاعل السوريين مع هذا الاستحقاق الانتخابي؟
للأمانة التفاعل كان مفاجئاً وصادماً، بسبب السلبية التي أبداها أغلب السوريين المتواجدين في المدينة، بسبب الأحكام المسبقة بعدم جدوى المجلس من جهة، وبأن المرشحين وصوليون، متسلقون ومشاريع لصوص. علماً أن تعداد السوريين في المدينة قرابة 5000 لاجئٍ، من مجموع اللاجئين في المدينة والمقدر بـ 15000 لاجئ أجنبي من كافة الجنسيات. ومن بابٍ أولى أن يكون اللاجئ السوري هو المعني الأول بهذا الاستحقاق.
ويمكن تفهّم هذه الأحكام المسبقة في ظل ما عاشه السوريون لعقود من حالة فقدان الثقة سواء بآليات الانتخاب، ونزاهة ممثلي الشعب، بل وبالتوجس من كل من يقارب السلطات أو الجهات المسؤولة. وللأسف يمكن لاستمرار انعدام الثقة فيما بيننا أن يتسبب بتضييع الفرص -مهما كانت بسيطة- بتصدير وجهٍ حضاريٍ في حالتنا الراهنة.
وربما من المنصف القول بأن المجلس في دورته الأولى لم يكن له أي حضور يذكر، حتى أن المرشحين عرفوا به بالصدفة، لاسيما مع عدم وجود أي سوري في دورته الأولى، لكونه سابق عملياً لحالة اللجوء السوري في المدينة. ولكن حين التقينا بأعضائه وعرفنا ما يمكن أن نقدمه من خلاله لأهلنا -على الأقل من خلال تمثيلهم وطرح قضاياهم- أقدمنا على الترشح، مع العلم بأنه عملٌ طوعي لا مردود مادي له على الأعضاء.
ومن جهةٍ أخرى أعتقد أن من مساوئ المجلس عدم اشتراط إتقان المرشَّح للغة الألمانية، حيث يُفترض أن المجلس هو صلة وصل بين الأجانب والألمان، وأنا لا أستطيع بصراحة أن أتخيل أن يكون الناطق باسم الأجانب بحاجةٍ إلى مترجم لإيصال مشاكل ناخبيه.
ويجدر بالذكر أن الانتخابات تتم في يومين منفصلين وهما 22/11، و 29/11، ويحق لكل لاجئ تجاوز السادسة عشرة، وتجاوزت مدة وجوده في المدينة ستة أشهر أن ينتخب، ولديه ثلاثة أصوات يستطيع منحها لمرشحٍ أو لأكثر.
*نبيل العلي خريج كلية التربية، ومدرب برامج لغوية وعصبية، يقيم في مدينة هاله زاله ويعمل معلماً تربوياً في إحدى مدارسها، كما يعمل مترجماً في (Sozialamt) ضمن الجوب سنتر في المدينة.
*فايز العباس. شاعر وكاتب سوري مقيم في ألمانيا
اقرأ أيضاً للكاتب:
اللاجئ واللاجئ المندمج
اقرأ أيضاً: