احتفلت موسوعة «ويكيبيديا» بعيد ميلادها السادس عشر منذ أيام، وهي لاتزال على قمة الموسوعات المعرفية المجانية في العالم، إذ تضمّ حاليًا أكثر من 41 مليون مقالة وصفحة.
أطلق «جيمي ويلز» موقع ويكيبيديا عام 2001، وكان هدفه من إنشاء الموسوعة أن يمتلك كل شخص على هذا الكوكب حق الوصول الحر إلى حصيلة المعرفة البشرية، ويبدو أن هذا الهدف يتحقق بالفعل.
وتمثل ويكيبيديا الموسوعة المجانية الأكبر على الإنترنت، وهي توفر إمكانية الوصول والتعديل للجميع؛ وتملك حاليًا أكثر من 41 مليون مقالة وصفحة، ونحو 295 لغة مختلفة، بينها أكثر من 5.3 مليون صفحة باللغة الإنجليزية فقط.
تعكس هذه البيانات اهتمام الشعوب بالعلم، وتوثيق حضارتها وإضافاتها الإنسانية، ويحتل الإصدار الإنجليزي من ويكبيديا، المركز السابع الأكثر زيارة في العالم، كما أن 24% من جميع حركة المرور على الشبكة العنكبوتية المرتبطة بالتعليم، تذهب إلى ويكيبيديا. وهناك أكثر من 457 ألف مقالة باللغة العربية، التي تأتي في المركز العشرين بالموسوعة.
وأكثر ما يدل على قوة هذا الموقع عالميًا، أنه قبل إنشاء ويكيبيديا، كان أكبر رقم قياسي من المعرفة من نصيب موسوعة «يونجل 1408»، التي تضمنت 22.937 مخطوطة فقط، مما يؤكد أن ويكيبيديا حقًا «غيرت العالم».
ولابد من الإشارة أيضًا إلى أن يويكيبيديا ليس أحد عمالقة الإنترنت الباحثة عن الربح، على غرار «غوغل» و«فيسبوك»، بل هو موقع ذو أرباح ضئيلة، يعتمد بشكل رئيسي على النص، وليس الرتوش والجماليات، ولم تُجر تعديلات جذرية في تصميم الموقع منذ تأسيسه تقريبًا. وهناك أكثر من مائة ألف متطوع يحررون صفحاتها بانتظام كل شهر.
يقود الموقع أشخاص متطوعون بشكل كامل، وهذا جعل ويكبيديا ليست مجرد موقع على الإنترنت، وإنما مؤسسة غير ربحية متكاملة، والتبرعات هي رأس ماله الأساسي. ومقرها في مدينة سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة الأمريكية، وتسمى «ويكيميديا»، والجزء الأكبر من إيراداتها تأتي من تبرعات قليلة من عامة الناس، وليس من المنح الكبيرة من أصحاب الثروات.
وتتحفظ ويكبيديا بشأن الإعلانات أو رعاية الصفحات أو وجود الروابط على الموقع، بالرغم من أن ذلك قد يُساعد الموقع ماديًا، ولكنها اختارت الحفاظ على نموذج المنح.
المصدر: ساسة بوست