عبد الرزاق حمدون*
يفعل كل شيء في برشلونة حقق معهم أصعب الألقاب في أقوى المسارح، سجّل لهم أهم الأهداف وأكثرها حسماً، لكنه مع منتخب الأرجنتين يظهر عكس ذلك فهو متخاذل!
لنبدأ من الآخر، صفة “المتخاذل” في حق أسطورة مثل ميسي ربما هي إجحاف وإنقاص منه أمام خصومه ومنافسيه، دلالة على تقاعسه مع الأرجنتين ولا يقدّم الأداء المرجو منه، لكن مهلاً قليلاً!، يعتبر ميسي أفضل هدّاف في منتخب التانغو برصيد 65 هدفاً خلال 128 مباراة دولية، عدا عن أرقامه في صناعة الأهداف واللعب المهاري الذي يخلق العديد من الفرص.
لو تابعته مع الأرجنتين سيختلف مصطلح “المتخاذل” قليلاً وربما يتحوّل إلى الكثير من المفردات ويبقى “المنحوس” أفضلهم، ميسي قاد بلاده إلى ثلاث نهائيات متتالية “2 كوبا أميركا و1 مونديال 2014”، في الثلاثة خرجت الأرجنتين خالية الوفاض وعاندها الحظ حتى في ركلات الترجيح أمام تشيلي.
شخصية ميسي لا تتناسب مع الضغط أبداً فهو على عكس رونالدو العاشق للتحدّيات، مع منتخب الأرجنتين يعيش الليو حالة ضغط هائلة جداً، من إعلام محلّي يطالب أفضل لاعبيه بلقب عالمي أو قارّي، ضغط المقارنات مع أساطير حققت مع منتخباتها كؤوساً دولية، عدا عن تسميته بقائد للمنتخب ذاته والتي أعتبرها شخصياً بعيدة كل البعد عنه بل تزيد مشاكله أكثر.
في ودّية فنزويلا الأخيرة ومع ظهوره الأول مع الأرجنتين هذا العام شاهدنا كمية بؤس واضحة على ميسي وكأنه يوجه رسالة فقدان الأمل، حالة يأس بدأت منه كـ قائد للمنتخب وتحوّلت للجميع تباعاً ليصبح المنتخب الوطني عبئاً على اللاعبين، لذلك لا نستبعد تألقهم في أنديتهم وابتعادهم عن نجومّيتهم في الأرجنتين.
الروايات الأسطورية في كرة القدم تفتقد للاعب المتكامل، على سبيل المثال بوفون حقق كل شيء عدا دوري الأبطال ، في وضعية ميسي الموضوع مختلف فالجميع يعترف بموهبته الخارقة لكنّ يبقى على بعد لقب دولي واحد، ولو حققه ستفرج مع ميسي والأرجنتين.
*صحفي رياضي مقيم في ألمانيا
اقرأ/ي أيضاَ للكاتب: