مَثّل تشكيل الحكومة الاتحادية الألمانية الجديدة، والذي استغرق وقتاً طويلاً، تحدّياً غير اعتيادي للقوات المسلحة الألمانية يكمن في استعداد أسطول الطيران للتحليق.
فعلى القوات المسلحة الألمانية، التي يتولى الطيران الألماني الحربي فيها مسؤولية سفر المسؤولين الحكوميين إلى جميع أنحاء العالم، أن تتعامل مع هذا الوضع في ظل عدد محدود جداً من الطائرات التي تحت تصرفها، علاوة على العديد من جداول الرحلات المزدحمة. وقد قطع وزير الخارجية “هايكو ماس” وحده أكثر من 118 ألف كيلومتر خلال أسفاره في أول 100 يوم له في منصبه، أي ما يعادل السفر حول العالم ثلاث مرات. وأخيراً وبعد تشكيل الحكومة الألمانية، اضطرت المستشارة “أنجيلا ميركل” للسفر إلى عديد الدول مثل الصين والولايات المتحدة وروسيا وكذلك إلى كندا لحضور قمة مجموعة السبع.
الجدير بالذكر أن الطيران الألماني الحربي يمتلك ثمان طائرات مخصصة لنقل كبار الشخصيات لا غير، مما يعني استنفاد إمكانياته حتى آخرها بسبب كثرة أسفار المستشارة ووزرائها. حتى أن “هايكو ماس” اضطر إلى أن يسافر إلى نيويورك على متن رحلة تجارية لحضور واحدة من أهم الارتباطات في العام، وهي التصويت من أجل حصول ألمانيا على مقعد غير دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
في حزيران/ يونيو الماضي تأجلت زيارة الرئيس “فرانك-فالتر شتاينماير” إلى بيلاروسيا في الدقيقة الأخيرة بسبب مشاكل هيدروليكية في طائرته. وفي كانون أول/ ديسمبر 2015 اضطرت “أنجيلا ميركل” إلى ركوب طائرة شحن عسكرية أثناء زيارتها إلى الهند، عندما تم اكتشاف خلل في طائرتها الرسمية، مرة أخرى في اللحظة الأخيرة.
لكن وعلى الرغم من كل ذلك قد تنتهي مخاوف الحكومة قريباً، فعلى مدى العام ونصف العام الماضي تعمل شركة “لوفتهانزا تكنيك” على تحديث طائرة إيرباص طراز (إيه 321) للانضمام إلى الأسطول الرسمي. ومن المتوقع تسليم الطائرة للقوات المسلحة في أيلول/ سبتمبر المقبل، وستكون الطائرة الرسمية للمستشارة الألمانية “أنجيلا ميركل”. هذه الطائرة كانت جزءاً من أسطول لوفتهانزا منذ العام 2000، وسميت باسم مدينة “نويشتات أن در فاينشتراسه” الألمانية. وسيجري استبدال شعار “لوفتهانزا” بالعلم الألماني، إلى جانب عبارة “جمهورية ألمانيا الاتحادية”.
ولكن لماذا اختارت الحكومة طائرة مستعملة؟
يقول الكابتن “ديتر براكنير” الذي يشرف على مكتب المعدات وتكنولوجيا المعلومات والاستخدام في سلاح الجو الألماني: “لقد كانت أرخص وبالتالي أسهل على جيوب دافعي الضرائب”. وقد تمّ الحفاظ على الطائرة بحالة جيدة وهذا هو السبب في اختيارها، كما يقول “هارالد بريس” مدير المشروع في لوفتهانزا: “إنها مثل السيارة، العمر لا يهم، ولكن مقدار الاهتمام”.
وقام خبراء “لوفتهانزا تكنيك” بتجديد وتحديث الطائرة بالكامل، حيث زاد وزن الإقلاع المسموح به إلى أربعة أطنان، وتم تجديدها بالكامل من الداخل. وقال “بريس” إنهم أدخلوا عليها ما مجموعه 180 تعديلاً، وهو ما يفسر السبب وراء استغراق الكثير من الوقت في تعديل الطائرة.