يستعد قادة دول الاتحاد الأوروبي بعقد قمة بروكسل “قمة القمم” كما تمّ وصفها قضية اللجوء تتصدر جدول أعمال ضخم، والمطلوب التوصل إلى اتفاقات متعثرة منذ عامين. واستباقاً لفشل محتمل للقمة، ميركل تطرح فكرة “تحالف للراغبين”.
حذرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل يوم الخميس (28 حيران/ يونيو)، من أن مستقبل أوروبا بات على المحك في قضية الهجرة. وذلك قبل ساعات من انعقاد قمة للاتحاد الأوروبي التي يتوقع أن تشهد مناقشات شائكة حول هذه القضية.
وقالت ميركل متحدثة أمام مجلس النواب الألماني “أمام أوروبا الكثير من التحديات لكن تلك المرتبطة بمسألة الهجرة قد تقرر مصير الاتحاد الأوروبي” داعية إلى حلول “متعددة الأطراف” بدلاً من اتباع نهج “أحادي”.
وترى ميركل ضرورة قصوى لتطوير آليات مراقبة أوروبية لمنظومة الهجرة وسياسية اللجوء، موضحة أن “انتقال مواطنين من دول غير أوروبية بين دول الاتحاد الأوروبي، عليها أن تخضع لانضباط وتوجيه”.
وتقول ميركل إنه وإذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بين أطراف القمة، فستكون هناك حاجة إلى ما أطلقت عليه “تحالف الراغبين” الذي لا يجب عليه أن يمضي في “اتجاه واحد”، أو يكون “على حساب طرف ثالث”، وإنما يعتمد على مبدأ “التشاور مع الحلفاء”. وتضيف ميركل “ربما لن يشكل هذا المخرج الحل الأمثل، لكنه سيكون الخطوة الصحيحة نحو ضبط وإدارة الهجرة الثانوية (الهجرة داخل دول الاتحاد الأوروبي)، التي يستلزم علينا تطوير آلياتها مستقبلا”.
ترقب لنتائج القمة
وتنطلق اليوم أعمال قمة أوروبية حاسمة في بروكسل، خاصة بالنسبة لميركل. وتسعى الدول الأعضاء خلال يومين في القمة إلى تخطي خلافاتهم العميقة حيال تحدي الهجرة كما حول مستقبل منطقة اليورو.
و”قمة القمم” كما جاء في تعبير مسؤول أوروبي نسبة إلى جدول أعمالها الحافل، تأتي في ختام نحو أسبوعين من الاحتكاكات حول سفن مهاجرين تمت إغاثتهم في المتوسط ورفضت الحكومة الإيطالية الشعبوية السماح لها بالرسو على شواطئها.
أما المستشارة الألمانية فتتجه إلى القمة وسط تراجع غير مسبوق لوزنها السياسي. داخلياً، باتت ميركل مطالبة بانتزاع توافقات تبدو مستحيلة، لإرضاء وزير داخليتها الممثل لتصور مخالف عن تصورها في قضية الهجرة. وبلغ الصراع بين الاثنين لدرجة أن وضع الوزير هورست زيهوفر أمام رئيسته ميركل مهلة إلى غاية يوم الاثنين القادم، عدا ذلك سوف يقوم بطرد المهاجرين المسجلين في بلد آخر عند الحدود بصورة أحادية.
وقبل انطلاق القمة تقلصت نبرة زيهوفر الحادة تجاه ميركل، وأعلن أمام وسائل الإعلام أن “لا أحد في حزبه (الحزب الشقيق في ائتلاف ميركل) يريد الإطاحة بها كمستشارة” وأضاف أنه أيضاً مع حلول أوروبية للأزمة. كما أعلن أيضاً أنه “متيقن من إيجاد حل توافقي مع ميركل” وذلك قبل ثلاثة أيام من انقضاء مهلته المذكورة.
بدوره، حذر رئيس البرلمان الأوروبي أنطونيو تاجاني في مقالة نشر أمس الأربعاء في صحيفة “غارديان” بأن الفشل في التوصل إلى اتفاق من شأنه أن “يسدد ضربة قاضية للمشروع الأوروبي”.
أولويات القمة
وتتعدد الأهداف المسطرة لهذه القمة التي ستناقش أيضا ملفات اقتصادية آنية كموضوع الرسوم الجمركية الأمريكية والبريكست. لكن الأولوية موجهة نحو حلحلة ملف الهجرة المتعثر منذ سنتين، بعد “وفاة” اتفاقية دبلن عملياً.
وتقترح المفوضية الخروج عن هذا المبدأ بشكل مرحلي خلال الأزمات على أن يتم توزيع طالبي اللجوء على دول الاتحاد الأوروبي. لكن دولاً مثل المجر وبولندا تعارض بشدة هذه الخطة، مدعومة من النمسا، فيما تطالب إيطاليا على العكس بنظام توزيع دائم.
وسيطرح في هذا السياق اقتراح جديد يقضي بإقامة “منصات وصول خارج أوروبا” للمهاجرين الذين تتم إغاثتهم في البحر، ما “سيضع حداً لنموذج المهربين الاقتصادي”، بحسب ما جاء في مسودة نتائج القمة. لكن ملامح هذا المشروع لا زالت غير واضحة، خاصة أن ألبانيا التي رشحت كبلد محتضن لمثل هذه المراكز، أعربت عن رفضها التام للمشروع.
المصدر: دويتشه فيله – و.ب/م.س (أ ف ب، د ب أ)
اقرأ أيضاً: