يسعى عمدة مدينة مانهايم، كريستيان سبيشت، إلى رصد كل ما يحدث في شوارع المدينة من عمليات نشل وسطو ومشاجرات، وذلك بهدف خفض معدل الجريمة في مانهايم ليشعر الناس أكثر بالأمان.
ويعمل العمدة ورئيس الشرطة، توماس كويبر، على وضع مفهوم جديد لمكافحة الجريمة يسمى “مانهايم واي 2,0” والذي سيستخدم “منظومة كاميرات ذكية” يمكنها من تلقاء نفسها التعرف على جرائم الشوارع وتنبيه الشرطة.
وبعد مرحلة تخطيط طويلة، يوشك أن يبدأ المشروع التجريبي. والذي من شأنه أن يجعل مانهايم أول بلدية في ألمانيا لديها مثل هذه الأداة لمكافحة الجريمة. ويقول سبيشت “في هذا العصر من التحول الرقمي، يجب التفكير في خيارات لتحسين الأمن في الأماكن العامة”.
وفي ألمانيا، غالباً ما تنقسم الآراء حول مسألة وضع المزيد من المراقبة. حيث ينظر المعارضون إلى “مانهايم واي 2,0” على أنه شخصية “الأخ الأكبر” في قصة (1984) للكاتب جورج أورويل، والتي تراقب كل شيء. ولكن في أعقاب الهجوم الإرهابي بشاحنة على سوق برلين في عيد الميلاد عام 2016 والذي أودى بحياة 12 شخصاً، كانت هناك دعوات متزايدة لفرض المزيد من المراقبة بكاميرات الفيديو.
ويقول سبيشت عن المشروع التجريبي: إن “الأمر يتعلق بالتعرف على أنماط غير سوية للحركة، ومن المؤكد أن التعرف على الوجه أو التسجيلات الصوتية أمور لن تحدث”. ويعتبر التعرف على الوجه أحد نقاط الخلاف التي أثيرت الصيف الماضي في برلين حول مشروع تجريبي في محطة مزدحمة بجنوب العاصمة الألمانية. وحذر الخبراء من هوس جمع البيانات. وفي هذا الصدد يشير كويبر إلى أن “الكثير من البيانات لا يساعد تلقائياً بصورة كبيرة في حال عدم تمكنك بعد ذلك من مراجعة هذه المواد”.
وفي مشروع “مانهايم واي 2,0″، ستوضع 71 كاميرا في 28 موقعاً يتوقع أن تلتقط صوراً وتنقلها بطريقة مشفرة عن طريق كابلات الألياف الضوئية إلى غرفة عمليات الشرطة. وهناك سيستقبلها برنامج كمبيوتر، وسيتولى تحليل تدفق الصور إلكترونياً بمساعدة طريقة حسابية. وفي حال اكتشف برنامج الكمبيوتر نوعاً من الحركات الغريبة – مثل اللكم أو الجري أو السقوط – عندها يومض ضوء فيقوم شرطي بدراسة المشهد على الشاشة، وإذا رأى حاجة للتجاوب، فبإمكانه أن يبلغ أقرب ضابط من مكان الحادث كي يتوجه إلى هناك في غضون دقيقتين أو نحو ذلك.
وتكمن ميزة الأسلوب الذي يقوم على أساس عمليات حسابية في أن أفراد الشرطة لا يتوجب عليهم مراقبة كل الكاميرات بأنفسهم طوال الوقت. ويقول كويبر: إنه “يقوم على أساس التعرف على أنماط الحركة”. وفي هذا الصدد يوضح سبيشت إن البرنامج الذكي لا يزال “يتعلم” مهمته. فبعد التطوير الأولي في المختبر، يجري الآن برمجته على مواد من واقع الحياة. ويقول قائد الشرطة كويبر: “إن الامر يبدو معقداً للغاية … لكن في الواقع الرسالة بسيطة للغاية: شخص ما يراقب وعند الحاجة سيفعل شيئاً أيضاً”.
وسيجري التسجيل بدون صوت وسيتم محو المادة المسجلة بعد 72 ساعة. كما سيجري نشر إشارات لتنبيه الناس بوجود المراقبة، وهو أمر قد يكون أيضاً بمثابة رادع للمجرمين المحتملين.
ويقول سبيشت إن التكلفة الحالية للمشروع بلغت 1,1 مليون يورو، مشيراً إلى أنه سيكون مالاً تم استثماره بشكل جيد. وأكد أن “بلديات أخرى تتابع هذا المشروع التجريبي”.
يذكر أن القانون لا يسمح للشرطة بالمراقبة باستخدام كاميرات الفيديو إلا في البؤر الإجرامية المعروفة.
المصدر: (د ب أ).