عبد الرزاق حمدون*
”لم نقدم المساعدة لميسي”، هذه كانت كلمات المدرب الأرجنتيني خورخي سامباولي في المؤتمر الصحفي عقب الخسارة الثقيلة أمام كرواتيا.
كلام سامباولي كان وقعه قوي على مسمع الجماهير الأرجنتينية لكنه كان الأقرب للواقع الذي وصل له حال منتخب التانغو بعدما تحوّل في هذا المونديال لمنتخب ليونيل ميسي، أمام كرواتيا لم تخسر الأرجنتين فقط 3 صفر بل فشل ميسي حتى في الظهور وكان السبب الرئيسي كما قال سامباولي أنه هو واللاعبون لم يقدموا العون لنجم برشلونة.
في لقاء كرواتيا كان التشكيل مختلف تماماً عمّا ألفه ميسي مع الأرجنتين مؤخراً وبأسماء جديدة لم ترتقي لقميص المنتخب، فكانت الأخطاء المتكررة العنوان الأبزر لزملاء الليو، فبدأه بخطة 3-4-2-1 بوجود ميسي على الطرف معزولاً بدون مساندة من لاعبي الوسط في ظل ضياع لثنائية ماسكيرانو وبيرزي، فلمس ميسي الكرة في 49 مناسبة فقط رقم ضعيف جداً لابن روزاريو، وسدد الكرة في مرّة واحدة فقط خلال 90 دقيقة.
درس كرواتيا تعلّم منه سامباولي ثلاثة أشياء لملاقاة نيجيريا، الأولى هي كلما ابتعد ميسي عن مرمى الخصم سيشكل راحة لدفاعه، أما الشيء الثاني كانت الإستعانة بتشكيل برشلونة المعتاد عليه نجمه الأول وهو 4-4-2 بتواجده كـ ثاني المهاجمين، الدرس الثالث كان بتواجد لاعب خلّاق خلف ميسي فوقع الاختيار على بانيغا، وفي الشوط الأول خلال موقعة نيجيريا ومن تمريرة واحدة مقتنة من لاعب اشبيلية خلف المدافع النيجيري ليستلمها ميسي بطريقته المعتادة ويودعها في المرمى هدف السبق الذي قلل من الضغط على المنتخب كاملاً.
لم يقتصر دور بانيغا على صناعة اللعب فقط بل تقمص شخصية المايسترو فهو أكثر من لمس الكرة في 111 مرّة وأكثر من مرر ”90 تمريرة منها 79 صحيحة بنسبة دقة 88%”، في الحالة الدفاعية تألق أيضا وشكّل ثنائية داعمة لوسط الأرجنتين مع ماسكيرانو وقطعا الكرة في 7 مناسبات “4 بانيغا و 3 ماسكيرانو”.
لو استحق ميسي نجومية اللقاء بإنفجاره الكبير في أرضية الميدان فإن باينغا هو الجندي المجهول الذي ساهم بإظهار ميسي على حقيقته التي حملت الأرجنتين أمام أعين مارادونا إلى الدور الثاني من كأس العالم.
*عبد الرزاق حمدون. صحفي رياضي مقيم في ألمانيا
اقرأ أيضاً: