كشفت دراسة حديثة أصدرها المعهد الوطني الفرنسي للدراسات الديموغرافية، أن المهاجرين في فرنسا باتوا يميلون أكثر إلى اختيار أسماء لأولادهم وأحفادهم تحمل طابعاً “عالمياً” ولا تشي بأصولهم سواء الإثنية أو الجغرافية.
وقد أظهرت الدراسة، التي حملت اسم “مسار وأصول”، أن 90 % من الأسماء التي أطلقها الجيل الأول من المهاجرين القادمين من شمال إفريقيا على أبنائهم وأحفادهم، كانت أسماء ذات طبيعة عربية وإسلامية واضحة مثل “محمد ورشيد وخديجة وفاطمة”. أما بالنسبة للجيل الثاني فإن قرابة الثلثين منهم اتبع نفس مسار الآباء في إطلاق الأسماء العربية الإسلامية، مع بداية ظهور مسحة غربية في بعض الأسماء مثل “ميريام ونادية”. بيد أن الجيل الثالث منهم اتجه لاختيار أسماء أكثر غربية وقرباً مما تختاره الأغلبية لأبنائهم، ففي العام 2008 مثلاً كانت غالبية أسماء الإناث من قبيل “سارة وإيناس ولينا”، بينما غالبية أسماء الذكور كانت على نمط “يانيس ونيكولا”، وغابت عن السمع أسماء مثل “محمد ويوسف” للذكور و”ياسمينا ونور” للإناث.
من جهة أخرى، أوضحت الدراسة أيضاً أن هناك أسماء محددة تقاوم الزمن والميول الثقافية، وهي بالأساس الأسماء التي تحمل “إرثا دينياً صلباً”. وفي هذا السياق ذكر عالما الاجتماع باتيست كولمون وباتريك سيمون، المشرفين الرئيسيين على البحث : “أن المسلمين يحافظون على أسماء دينية محددة أكثر من غيرهم من الطوائف الدينية الأخرى كالمسيحيين أو حتى الملحدين” ففي العائلات الإسلامية شديدة التدين التي تنتمي للجيل الثالث حمل 63 % من أطفالها أسماء عربية إسلامية، وذلك مقابل 7 % من العائلات المصنفة “بلا دين”.
اقرأ/ي أيضاً: