عبد الرزاق حمدون – صحفي رياضي مقيم في ألمانيا
“الفريق قدّم مباراة سيئة وسرعة تناقل الكرة يجب أن يكون أعلى وكذلك الضغط لاستعادتها بعد خسارتها يجب أن تكون أعلى من ذلك بكثير”، هذا كان كلام الهولندي فرينكي دي يونغ بعد مباراة فريقه برشلونة أمام أرسنال في كأس غامبر الودّية.
لا شك بأن أكثر من شعر بهذا التصريح هم جماهير النادي التي عانت الكثير في الموسم الماضي ولم يخرج لاعب واحد انتقد أسلوب فالفيردي وخياراته، ليأتي الشاب دي يونغ ويحمل لواء المقاومة وتصحيح الأخطاء، السكوت على الخطأ يعتبر تشجيع له كما كان يحدث في برشلونة العام الماضي، دعم اللاعبين لفالفيردي وتناسيهم للأخطاء أجبر الإدارة على التمديد للمستر إرنستو.
هي مباراة ودّية لكن تبقى لها ملامح لبداية موسم جديد وتعطي صورة شبه واضحة لطريقة لعب الفريق خلال بطولاته، ولأنها ودّية توقعتها الجماهير أن تكون كرنفالية مليئة بالفرص والأهداف لكن ما حصل فعلاً أن الجماهير لم تشاهد أي تطوّر ملحوظ ولا طريقة لعب مفهومة بل كان الوضع أكثر سوءاً مثلما نبّه له دي يونغ، بطء في وسط الميدان وعدم انسجام واضح في الهجوم وغريزمان ظهر وحيداً في العديد من اللقطات، دفاعياً عانى برشلونة من فكرة استعادة الكرة وعملية ضغط غير مفهومة.
نعود لـ دي يونغ اللاعب الذي اعتاد على أسلوب الكرة الشاملة في أياكس واللعب ككتلة واحدة منسجمة هجومياً ودفاعياً، السرعة في نقل الكرة والتحوّلات وملئ الفراغات وشغل المساحات الفارغة، اصطدم بواقع برشلونة الفريق الذي كان يحلم للعب به، لم تكن أحلامه مبنية على فريق يفتقر للكثير من الأمور الفنّية والاعتماد على فرديات إما ميسي أو لقطة سيرجيو روبيرتو مع سواريز كالهدف الثاني أمس. غيرته على تقديم الأفضل لفريقه كانت واضحة من تصريحاته وأعطى فكرة واضحة أنه لن يقبل بدور حجر يتم تحريكه من قبل المدرب، سيكون ربما المتمرّد على المستر في خياراته وطريقة لعبه ولن يسلم من نقد لاعبه الشاب الذي يقول الحق لدرجة أنه انتقد نفسه بأنه لا يستحق جائزة أفضل لاعب في المباراة. ما صرّح به دي يونغ في الأمس عبّر من خلاله عما يدور بداخل كل مشجع كتالوني ووسّع من دائرة محبّيه داخل أوساط الجماهير التي تتأمل منه الكثير داخل الملعب وربما خارجه.
مواد أخرى للكاتب:
فان ديبك ريال مدريد صفقة على طريقة برشلونة… الا إذا؟
الكرة الذهبية… لا معايير ولا مقاييس ولا مكان للاندريتد
في ريال مدريد … صراع العروش جزء „2“ وبوغبا هو الحل
مانشسترسيتي وباريس سان جيرمان… الفرق بين الاستثمار والسلطة