سجواء الجشعمي – صحفية عراقية مقيمة في ألمانيا
يُحيي العالم اليوم العالمي للاجئين في 20 يونيو من كل عام، يخصص هذا اليوم لاستعراض هموم ومشاكل اللاجئين، والأشخاص الذين تعرضت حياتهم في أوطانهم للتهديد، وسبل مساعدتهم من قبل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، بعد أن عجزوا عن تأمين حياة في وطنهم.
ويمثل هذا اليوم علامة فارقة في دعم الأسر التي أُجبرت على الفرار، وحملة لإيصال حقيقة أوضاعهم إلى الحكومات التي ينبغي عليها القيام بدورها تجاه اللاجئين، من خلال تقاسم المسؤولية على المستوى العالمي، والحرص على أن يكون اللاجئون محط ترحيب، وأن يحظوا بالحماية، وفرص العمل والتعليم.
بدأ الاحتفال به في 4 ديسمبر عام 2000، بعد قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة يوافق الذكرى الخمسين لإعلان اتفاقية جنيف المتعلقة بوضع اللاجئين، فيما احتفل به للمرة الأولى عام 2001، وتم اختيار يوم 20 يونيو لتزامنه مع الاحتفال مع يوم اللاجئ الأفريقي، الذي تحتفل به عده بلدان إفريقيا .
لقد أثبت القرن الحادي والعشرين أنه زمن ترحال، لكن ماهو مأساوي أن رحلات الناس التي ضربت رقماً قياسياً، ليست طوعية، فهم يفرون من الحروب والاضطهاد المتزايد بحثاً عن الأمان.
أكثر من 66 مليون شخص حول العالم اضطروا للفرار من ديارهم، أو تعرضوا للتهجير القسري، بينهم مايقارب مليوني لاجئ أكثر من نصفهم تحت سن 18 عاماً، ونحو 1770 شخصاً قتلوا وفقدوا أثناء محاولتهم عبور البحر المتوسط، انطلاقاً من شمال أفريقيا، جنوب الصحراء، والشرق الأوسط، خاصة العراق وسوريا، والبعض الآخر من عديمي الجنسية حُرموا من الحصول على أبسط الحقوق الإنسانية كالتعليم والرعاية الصحية وحرية التنقل، لذلك يرتبط تدفق اللاجئين في الحروب والدمار وعدم الاستقرار.
يمكن إحصاء عدد اللاجئين، لكن حجم المعاناة الإنسانية التي يعيشونها يفوق الوصف.. عائلات مفككة، طفولة مشردة، وحياة يطاردها الموت في كل تفاصيلها.
في اليوم العالمي للاجئين تناضل مفوضية شؤون اللاجئين من أجل عالمٍ يستطيع كل شخص فيه أن يتمتع بحقوق الإنسان بغض النظر عن الأوضاع المحيطة به.
إن اللاجئين والمهاجرين أبعد من أن يشكلوا تهديداً، بل هم يساهمون في تحقيق النمو والتنمية في البلدان المضيفة، فضلاً عن بلدان منشئهم، وبقدر تحسين إدماج الوافدين الجدد، تزداد مساهمتهم في المجتمع، ونحن بحاجة الى المزيد من التدابير لتعزيز الاندماج الاجتماعي والاقتصادي للاجئين والمهاجرين، بعد أن فقد العديد منهم الشيء الكثير ولكنهم لايفقدون أبداً مايراودهم من أحلام من أجل أطفالهم.
في هذا اليوم نتمنى أن يُعمل على إتاحة فرصة للجميع لإقامة مستقبل أفضل معاً، وبناء البلاد المضيفة معاً. والاعتراف بدور المجتمعات والأشخاص الذين يستقبلون اللاجئين والنازحين، ويرحبون بهم ويقدمون لهم ملاذاً آمناً.
إقرأ/ي أيضاً:
أسماء غرقى المتوسط تطفوا إلى السطح
زاوية يوميات مهاجرة 1: صديقتي البرجوازية في طابور اللاجئين
بعضهم ذهب به الأمر إلى نظريات المؤامرة… استطلاع يجد نصف الألمان مستائين من اللاجئين