“أعلن ولائي لنادي برشلونة”، هذا كان أول تصريح للناشئ ليونيل ميسي قبل 17 عاماً، كانت أولى كلماته تجاه النادي الذي احتضنه وقدّم له الرعاية بأنه سيفي ذلك الدين بولائه الكامل لكيان البلوغرانا.
علاقة ميسي وبرشلونة أكبر من أي ارتباط يمكن لأحد أن يتخيّله، تفوق القصة التي يعرفها جميعنا، علاقة وعد قطعه ميسي منذ أن كان لاعباً في اللاماسيا، رفض الخروج حينها من برشلونة مع فابريغاس إلى أرسنال، اختار البقاء في المكان الأول له في أوروبا، علاقة عشق ارتبطت بتاريخ هذا النادي وأسلوبه مع الناشئ الذي كبر وترعرع في أسوار أكاديميته وتدّرج بين فئاته ليصبح بالفريق الأول ويبدأ كتابة التاريخ من جهة، وردّ الدين وتطبيق وعده من جهة أخرى.
عشق ميسي لم يتوقف عند النادي بل وصل إلى برشلونة المدينة، أحب طابعها الثوري الذي ذكّره ببلاده، مما دفعه للاستثمار فيها ليعلن استقراره بالمدينة فاقترن اسمه بها وبالنادي، كيف لا وهذا النادي شهد تاريخه الحديث مع الليو.
قصة ميسي وبرشلونة تخللتها الكثير من الألقاب والليالي الخالدة، جاور العديد من النجوم وتعلّم منهم وأضاف لهم الكثير، جميعهم رحلوا وبقي هو وحيداً ووفياً لم يبخل أبداً بتقديم الأفضل، وضع تحت ضغوطات كثيرة تحمّل ليالي سوداء، كان دائماً المذنب الأول ومع ذلك بقي هناك في كتالونيا يحاول مراراً، يتعرّض للخيانة يقع بأخطائه يعود ليراهن مجدداً لكنه يقع في النهاية.
آخر تلك الانتكاسات هي أقواها، هزّت كيان النادي قلبت الأمور رأساً على عقب، غيّرت مفاهيم كثيرة في النادي، ثمانية بايرن ميونيخ عصفت بالبيت الكتالوني كأنها شتاء قارس في فصل الصيف، كشفت عيوب كثيرة كان النادي يمشي عليها، لذا كان يجب البدء بثورة جديدة، وهذا العمل سيكون من الصفر، والبداية كانت مع المدرب الجديد وأسطورة النادي رونالد كومان، ومع أول أيامه صُدم بـ نيّة ميسي في الخروج.
من الخبر نذهب لعقل ميسي وما يدور بداخله ولماذا قرر الليو ذلك؟
مع كل لقب كان يحققه مع برشلونة كانت فرحة الأرجنتيني لا توصف، لقطة حمله لكأس الليغا لأول مرة وهو قائد للفريق، كيف يداعب الكأس وحيداً بنظرة العاشق، كأنه يحملها لأول مرّة، شغفه برفع كأس الأبطال وعمله الدائم لتحقيقها في كل موسم، يهوى الألقاب ويريد تعزيز أرقامه دائماً بها.
ميسي يعلم أن أيامه مع كرة القدم باتت معدودة، وربما لن نشاهده في المستقبل بعالم التدريب، هو الهادئ الذي يبحث عن مكان مع عائلته بعيداً عن ضغوط أخرى، ميسي الباحث عن ألقاب عديدة يعرف أن بقاءه في برشلونة سيبعده عنها.
وصل ميسي لنهاية مسيرته مع برشلونة بطريقة لا أحد يحبها حتى الكارهين، لكن هذه هي كرة القدم، وما قدّمه ميسي لـ برشلونة وكرة القدم سيُخلّد في أولى صفحات تاريخ هذه اللعبة
عبدالرزاق حمدون. صحفي رياضي مقيم في ألمانيا
اقرأ/ي أيضاً:
باريس سان جيرمان لايبزيغ.. المباريات الكبرى لها أهلها
في برشلونة.. ثورة كتالونيا الرياضية هي الحل
بايرن ميونيخ.. كيف تصنع فريقاً تهابُه أوروبا