حكمت محكمة هندية في ولاية راجاستان، شمالي غرب البلاد، يوم الجمعة بطلاق سيدة من زوجها بسبب افتقار منزلهما لمرحاض، ما يجبرها على قضاء حاجتها خارج البيت. علماً أن الطلاق غير مسموح في الهند إلا بعد إثبات وقوع العنف الجسدي أو سوء المعاملة أو طلبات مالية غير مستحقة.
وجاء قرار المحكمة باعتبار أن تقاعس الزوج عن تأمين مرحاض داخل المنزل، طوال فترة زواجهما البالغة خمس سنوات، هو بمثابة سوء معاملة لها من قبله، وبالتالي يجوز لها أن تطلقه.
وذكر القاضي راجندرا كومار شارما، في هذا الشأن إن اضطرار النساء في القرى للانتظار حتى حلول الليل لكي يتمكنّ من قضاء حاجتهن خارج المنزل ليلاً يتسبب لهنّ بآلامٍ جسدية. ونقلت “BBC” عن القاضي أن قضاء الحاجة في الأماكن العامة هو أمر مشين، وأن اضطرار النساء إليه يرقى إلى حد التعذيب الجسدي لهن.
ويجدر بالذكر أن هناك حوادث أخرى تسبب فيها عدم توفر المرحاض بإنهاء علاقات زوجية في الهند. ففي يونيو / حزيران الماضي، رفضت إحدى السيدات العودة إلى بيت الزوجية قبل أن توفر عائلة زوجها مرحاضاً داخل البيت. كما ألغت سيدة أخرى في ولاية أوتاربراديش زواجها من خطيبها بعد أن رفض توفير مرحاض للعائلة داخل المنزل.
ويقضي حوالي نصف سكان الهند، أي ما يقارب 600 مليون نسمة حاجتهم في العراء، بحسب صندوق الأمم المتحدة الدولي لرعاية الطفولة. ويشير خبراء إلى أن افتقار المنازل في الهند إلى المراحيض سببه ليس الفقر وحسب، وإنما عادة اجتماعية سببها أن السكان يستهجنون وجود مراحيض داخل البيت باعتبارها غير نظيفة. حيث أن تسعين في المئة من الهنود يمتلكون هواتف نقالة، في الوقت الذي تفتقر فيه قرابة 70 في المئة من المنازل إلى مراحيض.
وذكرت الـ “BBC” أن رئيس الوزراء الهندي، نارندا مودي، وعد أنه بحلول عام 2019 سيتم بناء مرحاض في كل منزل في الهند، في محاولة للقضاء على الأضرار الصحية التي تتسبب فيها ظاهرة قضاء الحاجة في الأماكن المفتوحة. وبدأت خطة الحكومة الهندية سنة 2014 وساهمت في بناء 20 مليون مرحاض منذ ذلك الحين.