اعتاد بعض الناس على قراءة مئات الكتب سنويًا، رغم تعدد انشغالاتهم. لكن الكثيرين يبررون العزوف عن القراءة بضيق الوقت. ولمساعدتهم على القراءة أنشأ مدوّن صفحة خاصة لتقديم النصائح للراغبين في قراءة أكبر عدد ممكن من الكتب.
يواظب الكثير من أصحاب المليارات، مثل كوارين بوفيت وبيل غيتس أو أوبرا وينفري، على قراءة مئات الكتب سنويًا، رغم مشاغلهم الكثيرة. وتولد لدى المدون تشارلز تشو، حماس كبير للقراءة بشراهة، لما علم أن رجل الأعمال الأمريكي وارين بوفيت يقرأ ما يصل إلى 500 صفحة يوميًا. وفي النهاية نجح تشو في بلوغ هدفه وتمكن من قراءة 200 كتاب في العام. القراءة دفعت تشو للسفر كثيراً كما قرر الاستقالة من عمله. ويحاول الآن تقديم نصائح للراغبين في الغوص في عالم القراءة، وأنشأ لهذا الغرض مدونة أطلق عليها “الكوارتز”، وفقًا لما نقلته دويتشه فيليه الموقع الألماني “بيزنيس إنسايدر”.
يحب الكثير من الناس القراءة، لكنهم يجدون أعذارًا لعدم المواظبة عليها كغياب الوقت مثلاً. وبالنسبة لتشو فهذه الأعذار هي أول خطأ يقوم به الناس. ونصيحته: “إذا أردت فعلاً أن تقرأ، لا يجب عليك أن تختلق الأعذار”.
وقام تشو بعملية حسابية للوقت الذي يحتاجه المرء في المتوسط لقراءة كتاب. فهو يرى أن الشخص الذي يواظب على القراءة يقرأ في المتوسط ما بين 200 إلى 400 كلمة في الدقيقة. وتتضمن الكتب المتخصصة في المتوسط حوالي 50 ألف كلمة. و200 كتاب من 50 ألف كلمة تعطينا 10 ملايين كلمة، وهو ما يعادل 417 ساعة قراءة.
وحتى بالنسبة للذين لا يستطيعون الإلتزام بـ 417 ساعة من القراءة سنويًا يمكنهم القيام بنفس العملية الحسابية مع كتب أقل. فالخلاصة التي يريد تشو أن يوصلها للناس هي أن عذر غياب الوقت من أجل القراءة مجرد وهم.
ولتوفير الوقت الكافي للقراءة ينصح تشو بتحديد الأولويات ووضع خطة جيدة للأنشطة اليومية. ويمكن على سبيل المثال الاستغناء عن الوقت الذي يقضيه المرء في وسائل التواصل الاجتماعي أو مشاهدة المسلسلات التلفزيونية. فخلال الوقت الذي يقضيه الكثير من الناس في الفيسبوك سنويًا يمكن قراءة 200 كتاب، يضيف موقع “بيزنيس إنسايدر”.
وفي تجربته الخاصة طوّر تشو بعض الحيل البسيطة، تساعد على مواظبة القراءة: كوضع الكتب في كل مكان داخل البيت. فأينما جلس يجد الكتب محاطة به. وقُرب الكتب أمامه هو عامل مساعد لأخذها بين يديه وقراءتها. وبالإضافة إلى نشر الكتب في بيته لا يقتصر على قراءة الكتب المطبوعة، بل يقرأها عبر الوسائط الجديدة كالكتب الإلكترونية أو الكتب الصوتية. وينصح تشو الراغبين في قراءة أكبر عدد من الكتب بتنويع وسائط القراءة.