أثار حادث طعن وقع يوم الخميس 13 آب / أغسطس في سوبرماركت “ليدل” في مدينة هومبورغ في سارلاند، ضجة كبيرة على الصعيد الوطني: اللاجئ السوري خليل بكر هو من أوقف الجاني واحتجزه حتى وصول الشرطة.
كان سائق سيارة الإسعاف السوري خليل بكر ينتظر دوره أمام (الكاسة) في أحد فروع ليدل، ليدفع ثمن مشترياته، عندما سمع صوت شجار من الخارج وتدخل بشجاعة، عندما اكتشف أن ما يجري هو حادثة طعن بالسكين، فأمسك بالجاني الذي حاول الفرار على دراجة هوائية واحتجزه حتى جاءت الشرطة، وقدم بعدها الاسعافات الأولية للضحية.
وكانت صحيفة Die Rheinpfalz الألمانية قد ذكرت في تقريرها أن الجاني هاجم بسكينه عند الساعة الثامنة والنصف صباحاً رجلاً يونانياً كان يقف بجانب سيارته، والذي يبلغ من العمر 39 عاماُ، متسبباً له بجروح في رأسه، فسقط على الأرض فاقداً وعيه. اتصل الناس الذين شهدوا على الحادث بالاسعاف والشرطة، وجاء مسؤولو الطب الشرعي الذين يرتدون بدلات واقية بيضاء وقاموا بفحص الأدلة في موقع الجريمة.
بعد بدء التحقيقات تبين أن الضحية والجاني يعرفان بعضهما من قبل ودخلا في جدال حول خلاف سابق، وذلك لأن الضحية “عامل شقيق الجاني معاملة سيئة”، حدث بعدها تشهير أحدهما بالاخر، ولا تزال التحقيقات جارية.
في وقت لاحق، أشاد قائد شرطة هومبورغ رالف برييت بالشاب السوري وبعمله الأخلاقي الشجاع، وتقدم له مسؤولو سوبرماركت الليدل بشكر رسمي وسيقدمون له جائزة، كما كانت استجابة وسائل الإعلام ملفتة، حيث تسابقت الصحف والمحطات التلفزيونية لمقابلة السوري خليل بكر الذي أبدى بدوره استعداداً للتحدث مع الجميع.
قال بكر لصحيفة Rheinpfalz “لم أفكر بالأمر طويلاً”: إذا كان عليك المساعدة، فسوف تتجاهل المخاطر”. يعيش بكر في ألمانيا منذ أربع سنوات ، حيث انتهى به المطاف كلاجئ بعدما غادر مدينة دمشق، بعد أن فقد والده وشقيقه، وبدأ بداية جديدة في ألمانيا، تعلم اللغة الألمانية من خلال تقديم نفسه كمساعد في مزرعة، والآن يتحدث الألمانية بطلاقة، ولديه وظيفة دائمة كسائق سيارة إسعاف. يوم الخميس الفائت كان قد انتهى من رحلة غسيل الكلى، واليوم موعده لتقديم أوراقه للحصول على الإقامة الدائمة.
ما حدث لاحقا أثار استغراب بكر، وهو أن المدعي العام لم ينظر الى الحادثة على أنها خطيرة جداً، ولم يجد سبباً لإبقاء الجاني قيد الاعتقال، بل أطلق سراحه مؤقتاً. علق بكر على ذلك: “كانت صدمة بالنسبة لي، منذ ذلك الوقت وأنا أتحقق لمعرفة إن كان الجاني يلاحقني”.
المصدر. صحيفة Die Rheinpfalz للاطلاع على المادة الأصلية اضغط هنا
اقرأ/ي أيضاً:
ألمانيا تستقبل دفعة جديدة من اللاجئين القصر المرضى وأفراد من أسرهم من اليونان
غالبيتهم من السوريين.. عدد اللاجئين في ألمانيا يقارب المليونين
الرد بالأدب على محاولات شيطنة اللاجئين