بعد مناشدات ومطالب داخلية وخارجية أعلنت السلطات التايلاندية أنها لن ترحل شابة سعودية تدعى رهف محمد القنون إلى بلادها. يأتي ذلك بعد أن حبست نفسها في غرفتها بالفندق مطالبة بمنحها اللجوء لأن عائلتها “ستقتلها” إذا أعيدت إلى بلادها حسب قولها.
قال مسؤول الهجرة في تايلاند إن البلاد تراجعت يوم الاثنين (السابع من كانون الثاني/ يناير) عن خططها لترحيل الشابة السعودية رهف محمد القنون بسبب مخاوف على سلامتها. وقال رئيس مصلحة الهجرة التايلاندية سوراتشات هاكبارن للصحفيين “الرحلة صباح اليوم كانت عبر الخطوط الجوية الكويتية لإعادتها للسعودية“. وأضاف للصحفيين أنه سيلتقي بالمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في وقت لاحق اليوم لبحث خطط رهف لطلب اللجوء
ويأتي قرار مصلحة الهجرة بعدما أعلنت محامية تايلاندية رفض التماس قدمته في محاولة لمنع ترحيل الشابة السعودية رهف محمد القنون، التي تقول إنها مهددة في بلادها وتم توقيفها أمس الأحد في مطار بانكوك. وبعد تقديمها التماسا إلى المحكمة الجنائية في بانكوك لمنع ترحيل رهف، قالت المحامية المدافعة عن حقوق الإنسان، نادثاسيري برغمان، لفرانس برس “رفضوا الالتماس”، قبل أن تتوجه للقاء الشابة في المطار.
وقالت المحامية في وقت سابق اليوم إنها قدمت التماسا إلى محكمة بانكوك الجنائية لمنع ترحيل الشابة السعودية في مطار تايلاند. واضافت “عندما نشتبه بأن شخصا اعتقل بشكل غير شرعي، نطلب من المحكمة الاتصال بالسلطات المعنية من أجل المساءلة”.
وتجنبا لترحيلها أقدمت الشابّة السعوديّة رهف (18 عاماً)، التي كانت أوقِفت أمس الأحد في مطار بانكوك في انتظار ترحيلها، على احتجاز نفسها داخل غرفتها بالفندق، مطالبةً بمقابلة ممثّلي المفوّضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة. وكتبت رهف على تويتر اليوم “أدعو جميع الأشخاص الموجودين في منطقة الترانزيت في بانكوك إلى الاحتجاج على ترحيلي”. وفي مقطع فيديو منشور على الشبكة الاجتماعيّة نفسها، تُظهر رهف كيف حصّنت نفسها بواسطة طاولة وضعتها خلف باب غرفتها في فندق داخل المطار.
— Rahaf Mohammed رهف محمد القنون (@rahaf84427714) January 6, 2019
وكانت رهف قالت في وقت سابق “أنا متأكّدة مئة في المئة أنّهم سيقتلونني لدى خروجي من سجن سعودي”، مؤكّدة أنّها “خائفة” و”فاقدة للأمل”، ومطالبةً بلقاء مسؤولين من مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. وأشارت رهف إلى أنّها توقّفت في تايلاند كراكبة ترانزيت بينما كانت في طريقها إلى أستراليا لتقديم طلب لجوء هناك. وذكرت أن لديها تأشيرة دخول إلى أستراليا. وبحسب قولها، اعترضها ممثلون من السفارتين السعودية والكويتية لدى وصولها إلى المطار. وقالت رهف إنها كانت تحاول الهروب من معاملة سيئة تتعرض لها من جانب عائلتها. وتابعت “عائلتي متشددة واحتجزتني داخل غرفة لمدة ستة أشهر لمجرد أنني قصصت شعري”.
وفي إطار تفاعل قضية رهف والقلق حول مصيرها، نشر سفير ألمانيا لدى تايلاند تغريدة على تويتر أعرب فيها قلقه الشديد حول مصيرها وأن السفارة الألمانية تتواصل مع السلطات التايلاندية وسفارات الدول المعنية.
Wir teilen die große Sorge um Rahaf Mohammed und stehen dazu in Verbindung mit der thailaendischen Seite und den Botschaften der Laender, an die sie sich gewandt hatte. #RahafMohamed
— GermanAmbTHA (@GermanAmbTHA) January 7, 2019
كما طالبت منظمة هيومن رايتس ووتش تايلاند بعدم ترحيل رهف وإعادتها إلى عائلتها لأنها تواجه خطراً. وقال مايكل بيج نائب مدير قسم الشرق الأوسط بمنظمة هيومن رايتس ووتش في بيان اليوم الاثنين “على السلطات التايلاندية أن توقف على الفور أي ترحيل وأن تسمح لها بمواصلة سفرها إلى أستراليا أو أن تسمح لها بالبقاء في تايلاند لطلب الحماية كلاجئة”.
من جهتها نفت سلطات الهجرة التايلاندية اتهام رهف لها بأنها تتصرف بناء على طلب الحكومة السعودية، وقالت إنها منعتها من دخول تايلاند لأنها لا تملك الوثائق اللازمة للحصول على تأشيرة لدى وصولها. وصرّح مدير الهجرة في تايلاند سوراشات هاكبارن أنّ رهف أوقِفت الأحد لدى وصولها على متن طائرة من الكويت. وأعلن أن الشابة موجودة حالياً في فندق في المطار ويُفترض أن يتمّ ترحيلها إلى السعودية بحلول صباح اليوم الاثنين. وبحسب هاكبارن، لم تكن لديها “لا تذكرة عودة ولا مال”.
أما وزارة الخارجية السعودية فقالت على حسابها الرسمي على تويتر “السفارة لا تملك سلطة إيقاف في المطار أو غيره… لم يتم سحب جواز السفر الخاص بها (رهف)”.
المصدر: دويتشه فيلله – ح.ز/ ع.ج (أ.ف.ب / رويترز)
اقرأ/ي أيضاً:
بعد السماح لها بقيادة السيارة… الطريق لا يزال طويل أمام المرأة السعودية لاستعادة إنسانيتها
السعودية تحشد الدعم لتجريد اليمنية توكل كرمان من جائزة نوبل
“الإصلاح” في السعودية يهدد الناشطة الحقوقية السلمية إسراء الغمغام بعقوبة الإعدام
السعودية: لا لنشطاء حقوق الإنسان ولا للسفير كندي…