في كرة القدم يعتبر خط الوسط ميزان أي فريق أو منتخب، قادر على إيجاد الحلول الهجومية في خلق المساحات وربط الخطوط ونقل الكرة وتواجد صانع ألعاب يستطيع التمرير في العمق، لكن إذا لم تتوفر هذه العوامل فعليك إيجاد طرق أخرى لخلق التوازن.
في حالة منتخب الأرجنتين تم ترجمة هذا الكلام، وجود لاعب بقيمة ميسي أجبر مدربي التانغو على التفكير بالهجوم أكثر من الدفاع، اتكال اللاعبين على الليو بدون خطّة محكمة أوقع دفاع المنتخب بهفوات كبيرة وكشف عيوب فادحة وأظهر الأرجنتين بالشكل المتواضع خاصة أمام كولومبيا والبارغواي، لكن سكالوني كان أكثر ذكاءً وقرر خلال هذه الكوبا تغيير الشكل وطريقة اللعب.
في ظل غياب خط الوسط سعى سكالوني إلى إيجاد تركيبة تعطي الفريق أكثر هوية، اللجوء للناحية الدفاعية أثبت فائدته في مثل هذه البطولات، فقدان الاستحواذ لا يعني الخسارة واللعب على المرتدات أو الكرات الثابتة مع تنظيم دفاعي يأتي بنتائجه، على الأقل لا تستقبل أهداف كثيرة ومرشح للتسجيل في أي وقت في ظل تقدّم الخصم.
أمام فنزويلا لعبت الأرجنتين بثلاثي في وسط الميدان أمام خط رباعي الدفاع وخلف ميسي الذي يتقدّمه أغويرو ومارتينيز، في هذه الحالة استطاعت الأرجنتين من خلق نوع من الانضباط التكتيكي الدفاعي، 4-3-1-2 تتحول إلى 4-3-3 و 4-4-2 حسب ظروف المباراة، تشكيل أعطى التانغو نوعاً من الثبات من الناحية الدفاعية قام لاعبوه بـ 26 قطع للكرة كان بطلها الظهير فويث بـ6 مناسبات، والجناح الذي لعب أكثر من دور خلال المباراة هو دي باول.
عدم الاعتماد الزائد على ميسي حوّل الأرجنتين إلى منتخب جماعي أكثر في حالة الاستلام والتسليم وإيجاد الزميل بالوقت المناسب مع تقليل المساحات، لم يستحوذوا كثيراً على الكرة لكن أكثر اتزان دفاعياً في صراعات وسط الميدان وأظهر ميسي بوجه دفاعي وقطع الكرة في 3 مرّات.
انتصار الأرجنتين على فنزويلا كان مهمّاً جداً للاستمرار في البطولة، لكن الأكثر أهمّية هو إيجادها للتوليفة الصحيحة قبل الكلاسيكو أمام البرازيل صباح الأربعاء المقبل.
عبدالرزاق حمدون. صحفي رياضي مقيم في ألمانيا