عبدالرزاق حمدون – صحفي رياضي مقيم في ألمانيا
الرابط المشترك بين لقب فرنسا الأول وكأسها الثانية هو ابتسامة ديديه ديشان، فهو من رفعها في ستاد دي فرانس في باريس عام 1998 بمنتخب سحق البرازيل بثلاثية نظيفة، ليتكرر نفس المشهد بعد عشرين عام وينقل القائد ديشان شخصية البطل لأشباله ليتغلبوا بنتيجة 4-2 على كرواتيا التي قدّمت أفضل كرة قدم في مونديال روسيا.
قيل عن فرنسا في كأس 2018 بأنها أسوأ منتخب يحصل على كأس العالم. فريق لم يقدم كرة قدم مميزة تؤهله ليكون البطل، لاعبوه لا يتمتعون بخواص اللاعب المنضبط خارج الملعب. مدرب جبان لا يمكنه قيادة فرنسا للقب العالمي، والكثير من الكلام السلبي بحق ديشان.
في نهائي المونديال وأمام كرواتيا يخرج ديشان “كانتي” من الملعب مع بداية الشوط الثاني في لقطة أدهشت جميع من يتابع المباراة، لا سيما أن لاعب تشيلسي يعتبر فخر هذا الجيل الفرنسي وأفضل لاعب في الموسم ما قبل الماضي للدوري الانكليزي. ما فعله ديشان جعلني أتيقن أنّه أفضل من سيقود فرنسا لنجمتها الثانية، فإخراج لاعب بحجم كانتي “الذي قدّم أسوء أشواطه بقميص فرنسا” وتعويضه ب انزونزي ونقل اللعب للقوّة البدنية والكرات العالية كانت نقطة تحوّل إيجابية لفرنسا المتقدمة بهدفين لهدف، والاعتماد على مرتدات مبابي ليقتل بوغبا حلم الشعب الكرواتي.
مشوار فرنسا في مونديال روسيا لم يكن مفروشاً بالورود، خاصّة مع أسلوب اللعب “الممل كما وصفه كثيرون”، لكن المنتخب الذي عاد أمام الأرجنتين لينتصر 4-3، وليثبت أنه الطرف الأفضل أمام الأورغواي العنيدة، ويكمل مشواره المميز أمام بلجيكا بجيلها التاريخي. فرنسا هذه تحلّت بعدّة عناصر كان صنيعة المدرب ديشان، أبرزها واقعية البطولة المصغّرة مثل كأس العالم والاعتماد على جزئيات بسيطة “المرتدّات والكرات الثابتة”، أي ضرب نقاط ضعف الخصم واللعب على قوّة المنتخب.
فرنسا كانت الطرف الأفضل والأقوى أمام أي خصم قبل أن تبدأ المباراة، لم يكن السبب الأسماء التي تمتلكها وإنما شخصية البطل التي ورثها ديشان منذ عام 1998 لتكون أبرز سمة للديوك في سماء روسيا.
أخيراً رسمت فرنسا النجمة الثانية لها على قميص المنتخب، ليحقق هذا الجيل الذي يعتبر أفضل ما أنجبته الكرة الفرنسية لقب كأس العالم وليسكت المدرّب ديديه ديشان جميع المشككين، وليكون ثالث شخص تاريخياً يحقق هذا اللقب “لاعباً وقائداً ومدرّباً”.
اقرأ أيضاً: