عبد الرزاق حمدون. صحفي رياضي مقيم في ألمانيا
في يوم توزيع جوائز الفيفا للأفضل في العالم، استغلّ رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم انفانتينو المناسبة للتحدّث عن العنصرية التي تعصف بملاعب أوروبا ودورياتها وذكر الدوري الإيطالي بشكل خاص.
كلام رئيس الفيفا لم يكن بصيغة التمني من أجل السيطرة على هذه الظاهرة، بل تحدّث بنبرة جدّية لوضع قوانين تمنع تفشي العنصرية، التي تخرّب جمالية الرياضة بشكل عام وكرة القدم خاصّةً.
قبل خطاب رئيس الفيفا بساعات، كان الكاميروني صامويل ايتو يجيب على تساؤل الصحفية له، من يختار بين الثلاثي المرشّح لنيل الجائزة “ميسي – فان دايك- رونالدو”. إجابة الكاميروني كانت واضحة الأسماء والمعنى عندما قال لها: “أنا أفضل محمد صلاح وساديو مانيه، لكن كلاهما ليس هنا”.
إجابة ايتو ليس لأنه أفريقي وتعاطف مع أبناء قارّته وجلدته، بل كان محقّاً على الأقل لتواجد أحدهما بدلاً من البرتغالي كريستيانو رونالدو. كلاهما حقق دوري أبطال أوروبا مع ليفربول ، كما أن مانيه وصل مع منتخب بلاده لنهائي أمم أفريقيا وكانت له بصمة واضحة في موسم ليفربول السابق.
في ثواني قليلة خلال لقائه الصحفي، وجه ايتو تساؤلاً للفيفا، لماذا لم يتواجد أحد نجوم قارّته بين المرشحين الثلاثة؟ ومتى سنخرج من عباءة رونالدو وميسي في القائمة الأخيرة لنيل هذه الجوائز؟ الجائزة التي حققها الأرجنتيني ليونيل ميسي للمرّة الأولى بتسميتها الجديدة والسادسة له خلال مسيرته، وهنا نقف أمام تساؤل أكبر، لماذا ميسي وليس فان دايك؟
لا أحد يشكك بما قدّمه ميسي مع برشلونة في آخر موسمين، فهو حرفياً حمل فريقه لنيل الألقاب واستحوذ على جميع الأرقام الفردية واستطاع كسب الحذاء الذهبي في العامين الماضيين، لكنه لم يحقق البطولة الأهم وهي دوري أبطال أوروبا، التي حققها فان دايك مع ليفربول في موسم خارق للمدافع، الذي أعاد هيبة هذا المركز للواجهة ودخل مع ميسي ورونالدو في القائمة الأخيرة، بل تفوّق على الأرجنتيني بجائزة أفضل لاعب في أوروبا منذ فترة قريبة.
بالمحصلة يستحق كل من فان دايك وميسي هذه الجائزة، لكن التسمية الفعلية هي من حسمت الموقف لصالح الأرجنتيني، بل ربما لأسباب ترويجية أرادتها الفيفا نفسها وهي تحقيق ميسي لهذه الجائزة للمرّة الأولى بتسميتها الجديدة التي حملها قبله رونالدو ومودريتش، وتبقى صورة الليو مع الجائزة أقوى تسويقياً من فان دايك نفسه.
اقرأ/ي أيضاً:
ميسي لـ فالفيردي.. شكراً على جائزة “الأفضل” ولكن!
نيمار جونيور… مكروه الجماهير محبوب المكاتب