كشف تحقيق أجرته منظمة إيروارز (التي ترصد وتراقب الخسائر المدنية للغارات الجوية الدولية في العراقوسوريا وليبيا) ومجلة فورين بوليسي أن شركاء التحالف الأميركي في الحرب ضد تنظيم الدولة مسؤولون عن مقتل ما لا يقل عن ثمانين مدنيًا من الغارات الجوية في العراق وسوريا.
وأشار مراسل إيروارز صمويل أوكفورد، بناء على معلومات من مسؤولين عسكريين أميركيين، إلى أن دول التحالف شنّت أكثر من أربعة آلاف غارة جوية مشتركة، نفذت غالبيتها بريطانيا وفرنسا وأستراليا وبلجيكا وهولندا.
وأضاف أن هذه الوفيات المؤكدة تكشفت في التقرير الأخير عن الخسائر في صفوف المدنيين الصادر في الثلاثين من أبريل/نيسان الماضي، الذي أشار إلى ثمانين حالة وفاة جديدة أشير إليها فقط على أنها “تُعزى إلى ضربات التحالف لدحر تنظيم الدولة في العراق وسوريا من أغسطس/آب 2014 حتى الآن ولم تعلن من قبل”.
وقد أكد ثلاثة مسؤولين بالقيادة المركزية الأميركية أن حالات الوفاة الثمانين وقعت في حوادث توصل المحققون الأميركيون إلى أنها كانت مسؤولية الدول المشاركة في التحالف، لكن الحلفاء ضغطوا علىالولايات المتحدة والتحالف لمنع نشر تفاصيل الضربات المعنية.
الشفافية الأميركية
وقد حاولت إيروارز وفورين بوليسي التواصل مع دول التحالف الأميركي الـ12 للاستفسار عن مسؤوليتهم في هذه الوفيات، وتراوحت الردود بين الرفض القاطع في المشاركة (أستراليا وكندا والدنمارك وبريطانيا) وعدم الرد (البحرين والأردن والسعودية وتركيا والإمارات) إلى تصريحات غامضة.
وذكر التحقيق أنه منذ بداية عمليات التحالف حتى الـ22 من مايو/أيار الجاري يقول التحالف إنه تم تنفيذ 4011 غارة جوية في العراق و404 في سوريا من قبل قوات غير أميركية وكان نصيب فرنسا وبريطانيا أكثر من نصف هذه الهجمات، بينما قام الشركاء مثل هولندا والدنمارك وبلجيكا وأستراليا ببقية الهجمات. وكان شركاء التحالف الإقليميون، مثل الأردن والإمارات والسعودية والبحرين وتركيا، مسؤولين عن نحو 150 هجوما أو أقل من 1% من جميع العمليات.
وألمح التقرير إلى أن أحد عواقب بروتوكول التحالف الجديد للاعتراف بالضحايا المدنيين هو أن الشفافية الأميركية في الحرب ضد تنظيم الدولة قد تتعرض الآن للخطر، وأضاف أن هذه الخطوة ستشكل سابقة لمزيد من التعتيم في عمليات التحالف، وهناك أيضا مخاوف حقيقية لأسر الضحايا وهي أنه إذا لم يكونوا يعرفون البلد المسؤول عن حادث الإصابة فسيكون من المستحيل عليهم متابعة مسألة التعويضات من فرادى الدول ومن الصعب جدًا طلب معلومات عن الحوادث المعنية من الحكومات الوطنية.
وانتهى التقرير إلى أن الولايات المتحدة بهذه الطريقة تساعد الحلفاء في إخفاء الضحايا المدنيين في العراق وسوريا وبذلك تؤدي وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) خدمة لشركائها في الحملة ضد تنظيم الدولة على حساب شفافيتها.
المصدر: الجزيرة نت.