بعد مرور سنة على إعلان ميركل إن بلادها ستتجاوز أزمة اللاجئين، ومع تفاقم الأزمة على حدودها الخارجية، وازدياد الانتقادات لسياسة الترحيب التي انتهجتها. كيف تتعامل الصحف الألمانية مع الموضوع وما تقييماتها لسياسة ميركل؟
بالتزامن مع مرور عام على فتح الحدود الألمانية أمام اللاجئين، نشرت دوتشي فيلليه مجموعةً من آراء الصحف الألمانية المنشورة يوم الأربعاء 31 آب أغسطس 2016، وجاءت تعليقاتها متباينة في تقييم الحصيلة:
أنغيلا ميركل فككت أوروبا
صحيفة أوسنابروكر تسايتونغ، تشكك في فرص نجاح ألمانيا في تجاوز أزمة تدفق اللاجئين، وتقول:
“سننجح في ذلك. ولكن في ماذا؟ في إدماج مليون شخص قدموا 2015 إلى ألمانيا؟ أو مئات الآلاف الذين سيهاجرون خلال هذا العام؟ أكيد. لكن هل سننجح في الحفاظ على تماسك الاتحاد الأوروبي؟
بسياسة الترحيب المنتهجة فككت ميركل أوروبا. لم يعد هناك وجود لمحور فرنسي ألماني. والشرق نأى بنفسه. والبريطانيون انسحبوا كليًا. وهل سننجح فعلاً في إيواء مليون لاجئ في طريقهم إلى ألمانيا؟ ليس من الصدق الإيحاء بأن إمكانيات ألمانيا للمساعدة غير محدودة. إنها ليست كذلك”.
هل يغير اللاجئون وجه ألمانيا؟
مجلة دير شبيغل في تعليقها على تصريحات ميركل، ومع مرور عام على عبارتها الشهيرة “نستطيع النجاح في ذلك”، التي أطلقتها عندما سئلت عن تصاعد موجة تدفق اللاجئين. تقول:
“أزمة اللجوء تهز السياسة وتتسبب في حصول استقطاب داخل المجتمع. الآلاف من الألمان ملتزمون بمساعدة اللاجئين، ويقدمون المساعدة في مجالات تراخت فيها السلطات أو عجزت.
ومن جانب آخر يخشى الكثيرون أن يغير اللاجئون وجه البلاد، حيث تظهر مشاعر العداء للأجانب. وأشخاص يخرجون إلى الشارع ضد الأسلمة المفترضة لألمانيا، ومواطنون يحاولون منع إنشاء دور للاجئين.
ويتلقى سياسيون الشتائم بأنهم خونة خذلوا الشعب. ميركل تجابه هؤلاء المواطنين، بالقول إن ألمانيا ستبقى ألمانيا مع كل ما نحب ونثمن. ولكن هل ومتى ستلتئم الجروح؟ هذا يبقى مجهولا”.
لا يمكننا المساعدة بدون حدود
صحيفة راين تسايتونغ توصلت إلى الاستنتاج التالي:
“الجمهورية الاتحادية، لم تجرؤ أبدا على الإفصاح عن حقيقة أنه لا يمكن لنا فعلاً مساعدة أناس محتاجين وعلى أمد طويل، إلا إذا كانت هذه المساعدة غير موجهة للكثيرين، ومحدودة. فبدون حصة استقبال ستواجه بلادنا انقسامًا”.
الحاجة إلى قواعد واضحة
أما صحيفة كولنر شتات أنتسايغر فقد أكدت في تعليقها:
“نحن طبعا بلد منفتح على العالم. وبالطبع إنه من واجب المسيحي تقديم المساعدة. وبالطبع يحتاج اللاجئون الفارون من الحرب إلى الحماية. لكن في هذه الحالات تكون قواعد واضحة أنجع من هجرة غير مقننة، نعيشها منذ 12 شهر في البلاد”.
ميركل لا تملك حلولاً سحرية لأزمة اللجوء لكن غيرها لا يملك شيئًا
صحيفة شتوتغارتر ناخريشتن تنظر إلى الموضوع من زاوية أخرى، وتقول:
“ميركل لم تحاول مثل آخرين، الإيحاء لنفوس ساذجة أنه يمكن السيطرة على الهجرة أو الإرهاب، بإتباع أساليب أحادية وبإجراءات المراقبة أو بناء أسيجة على الحدود. ما عاشته ألمانيا مؤخرًا سيشغل أوروبا بقدر مختلف طوال عقود. ميركل لا تملك أجوبة بسيطة ولا حلولاً جاهزة. وهذا ما ينتقدها عليه الكثيرون حاليًا. ولكن الآخرين جميعهم لا يملكون أجوبة”.
دوتشي فيلليه