تتعامل حضارة غرب إفريقيا مع الموت بطريقة احتفالية تذكر بأن الحياة تستمر بعد الموت، وأنّ الموت هو انتقال إلى الحياة الآخرة، لذا فمن المهم أن يذهبوا إليها بطريقة أنيقة.
وتنعكس هذه الفلسفة في تصاميم فنية فريدة من النعوش، صنعها أكثر صانعي التوابيت والنعوش غزارة في الإنتاج في غانا، وهو “با جو” حيث احتفل بعمله في معرض كبير بالعاصمة الغانية أكرا.
يهدف المعرض إلى الكشف عن تقاليد النعوش التصويرية وشعبيتها الخاصة في مجتمع “الغا” في غانا، حيث بدأت هذه العادة المميزة.
وقالت الكاتبة والمؤرخة الغانية نانا أوفورياتا آييم عن الدور الكبير الذي لعبه “با جو” في الثقافة الغانية، “ما أحبه بشدة في هذه النعوش، أنها تؤكد فكرة امتزاج الفن بالحياة والموت في غانا، فنعوشه كانت ظاهرة في مولد الفن الإفريقي المعاصر في الغرب”.
التوابيت بشكل سيارات بورش وزجاجات كوكا كولا
يقوم “با جو” الذي يبلغ من العمر 69 عاما بصناعة التوابيت على شاكلة سيارات بورش ونساء عاريات وأحذية رياضية وكاميرات وزجاجات كوكا كولا وفلفل حار بغية تمثّل حياة الفقيد، وجميعها تُصنع يدويا.
ويلقى عمل “با جو” تقديرا دوليا حيث اجتذبت إبداعاته شخصيات مهمة قامت بزيارة ورشته كان من بينهم كوفي عنان الأمين العام السابق للأمم المتحدة، وجيمي كارتر الرئيس الأسبق للولايات المتحدة، الذي يُقال إنه ابتاع نعشين، بالإضافة إلى زيارة بيل كلينتون له خلال زيارة رسمية لغانا في عام 1998.
مشاركات في معارض ومتاحف عالمية
كما شاركت أعماله في معارض عدة منها مركز بومبيدو بباريس، والمتحف البريطاني، ومتحف فيكتوريا آند ألبرت بلندن، وكذلك متحف بروكلين في نيويورك. ويقول جاكوب: “كلما سافرنا إلى الخارج، نجد الناس في العالم الغربي يكنّون احتراماً بالغاً لعملنا، لكن في غانا لا يعتبرون هذا فنا”
وكان “با جو” موضوع فيلم وثائقي أخرجه صانع الأفلام البريطاني بنجامين ويغلي يحمل عنوان “با جو والأسد”، عُرض لأول مرة بالمملكة المتحدة في أغسطس/آب.
روسيا اليوم