تسبب وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر في إثارة موجة من الانتقادات ضده في بداية توليه منصبه الجديد، وذلك بعدما صرح أنه لا يرى أن الإسلام جزءٌ من ألمانيا.
الموقف من الإسلام في ألمانيا: اتهم ساسة من الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر وحزب “اليسار” زعيم الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري زيهوفر، بأنه يريد بتصريحه هذا مداهنة أنصار حزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني الشعبوي.
ومن جانبها، قالت الرئيسة المحلية للحزب الاشتراكي الديمقراطي في ولاية بافاريا في تصريحات لمحطة “إن تي في” التلفزيونية: “الدافع على الأرجح هو كسب ناخبات وناخبين أدلوا بأصواتهم لصالح البديل الألماني… التفوه بمثل هذه العبارة يحرض المواطنين ضد بعضهم البعض”.
وكان زيهوفر أعرب عن اعتقاده بأن عبارة “الإسلام جزء من ألمانيا” ليست صحيحة. وقال زيهوفر في تصريحات لصحيفة “بيلد” الألمانية الصادرة اليوم الجمعة: “الإسلام ليس جزءاً من ألمانيا. المسيحية تميز ألمانيا، مثل عطلة يوم الأحد وأعياد وطقوس كنسية مثل عيد القيامة وعيد العنصرة وعيد الميلاد (الكريسماس)”.
وأضاف زيهوفر الذي يترأس الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري، الشقيق الأصغر للحزب المسيحي الديمقراطي الذي تتزعمه المستشارة أنغيلا ميركل: “المسلمون الذين يعيشون لدينا جزء من ألمانيا بالطبع. لكن هذا لا يعني بالطبع أننا نتخلى لذلك عن تقاليدنا وعاداتنا المميزة لبلدنا من منطلق مراعاة خاطئ”.
“الإسلام جزء من ألمانيا” بين مؤيد ومعارض
يذكر أن الرئيس الألماني الأسبق كريستيان فولف استخدم عبارة “الإسلام جزء من ألمانيا” عام 2010، وأيدته في ذلك ميركل، إلا أن ساسةً آخرين مثل رئيس الكتلة البرلمانية لتحالف ميركل المسيحي، فولكر كاودر، عارضوا هذه العبارة. وقال رئيس حكومة ولاية سكسونيا السفلى الألمانية، شتيفان فايل، المنتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي، اليوم الجمعة في هانوفر: “المسلمون المقيمون في ألمانيا جزء من ألمانيا، وهذا ينطبق أيضاً على عقيدتهم… من اللافت أن وزير الداخلية يثير للتو في أول أيام عمله جدلاً لا داعٍ له مطلقاً مع رئيسة حكومته”.
وقالت الأمينة العامة للحزب المسيحي الديمقراطي، أنغريت كرامب-كارنباور في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): “تدعيم التكاتف في مجتمعنا هدفنا المشترك المنصوص عليه في اتفاقية الائتلاف الحاكم. حرية العقيدة على أساس الدستور جزء من ألمانيا بلا جدال، تماماً مثلما المسلمين في ألمانيا بعقيدتهم الإسلام جزء من بلدنا”.
ومن جانبها اعتبرت خبيرة الشؤون الدينية في الكتلة البرلمانية لحزب “اليسار”، كريستينه بوخهولتس، تصريحات زيهوفر “تنازلاً لصالح حزب البديل من أجل ألمانيا”. وقال رئيس الكتلة البرلمانية للبديل الألماني في برلمان ولاية سكسونيا-أنهالت، أندري بوجنبورج، إن القول بأن “المسلمين المندمجين على نحو جيد والملتزمين بالقانون” جزء من ألمانيا لكن الإسلام ليس كذلك “رسالة جوهرية” لحزبنا، مضيفاً أن تبني زيهوفر الآن لهذا القول “يؤكد صحة موقفنا”.
ومن جانبها، دافعت وزيرة الزراعة الألمانية يوليا كلوكنر عن زيهوفر في وجه الانتقادات الموجهة إليه، داعية إلى التفريق بين انتماء المسلمين والإسلام لألمانيا، وقالت السياسية المنتمية لحزب ميركل المسيحي الديمقراطي: “التطرف والأصوليون لا ينتمون إلينا في ألمانيا. جذورنا مسيحية-يهودية، لكن بالطبع ينتمي إلينا أفراد من العقيدة الإسلامية”.
المصدر: د. ب. أ.
اقرأ أيضاً: