آلند شيخي
شهر عسل بين رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، والرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بعد كمٍ هائل من الخلافات والردود القاسية بين الطرفين، إثر وجود قوات تركية في معسكر بعشيقة بالعراق، فاستفتاء كُردستان وحده من يُوحد الطرفين بعد كل ما حدث.
يُعبر العبادي عن شكره للرئيس التركي حول موقفه من استفتاء كُردستان، و تبدأ مناورات عسكرية مشتركة بين الجيشين العراقي والتركي على الحدود المشتركة بين البلدين، ولا تتوقف اتصالات العبادي مع رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، ثم تتحضر الحكومة التركية لافتتاح معبر حدودي مع الحكومة العراقية.
كل هذا بعد كم هائل من الخلافات والردود القاسية بين الطرفين. قالها أردوغان للعبادي قبل نحو سنة : “صراخك في العراق ليس مهماً بالنسبة لنا على الإطلاق، فنحن سنفعل ما نشاء، وعليك أن تعلم ذلك، وعليك أن تلزم حدك أولاً”، و رد عليه العبادي “أنّ القوات العراقية ستحرر الأراضي التي يحتلها تنظيم داعش بـ (عزم الرجال) وليس عبر برنامج سكايب”، موبخاً الرئيس التركي بعد أن دعا أنصاره عبر برنامج سكايب للنزول إلى الشوارع و دعمه ضد الانقلابيين العام الماضي.
ليس هذا فقط، فالبرلمان العراقي عبر عن رفضه لوجود القوات التركية في شمال العراق، واعتبرها قوات محتلة ومعادية، ودعا إلى قطع العلاقات مع أنقرة عدة مرات.
ولكن ماذا بعد كلّ هذه الردود والخلافات و حرب التصريحات بين الطرفين؟..واضحٌ جداً أنّ علاقة حميمة و جديدة بدأت بين تركيا وحكومة العبادي وسببها الوحيد هو استفتاء كُردستان، ومحاولة العبادي إيقافها بشتى الوسائل حتى إذ تحالف مع من كان يعتبره عدو و محتل للعراق أرضاً وشعباً.
ثم أنّه كيف للبرلمان العراقي أنّ يوافق على كل هذه الخطوات التي يقوم بها العبادي مع الجيش و الرئيس التركي بعد أن اعتبر البرلمان العراقي القوات التركية قوات محتلة لدولة معادية؟..و على أيّ مبدأ سياسي يعتمد البرلمان العراقي في طلبه من الكُرد البقاء ضمن حدود الدولة العراقية وهو بنفسه يتحالف مع التركي لإيقاف من يعتبرهم أبناء بلاده؟
اقرأ أيضاً:
ضغوط هائلة من بغداد ضدّ استفتاء الاستقلال لأكراد العراق
في أعقاب الاستفتاء: إربيل ترفض تسليم المنافذ الحدودية للحكومة العراقية
آلند شيخي، صحفي من سوريا