قرّرت السعودية تنظيم موسم الحج 2020 بعدد “محدود جداً” من الحجاج من مختلف الجنسيات من المقيمين في المملكة، بسبب المخاوف من فيروس كورونا المستجد، بينما يتواصل تفشي الوباء في المملكة والعالم.
وسيخضع المشاركون في موسم الحج 2020 لفحص فيروس كورونا المستجد قبل وصولهم إلى مكة المكرمة، وسيطلب منهم الحجر المنزلي بعد عودتهم من أداء الفريضة.
والحجّ الذي سيبدأ في الأيام الأخيرة من تموز/يوليو المقبل، يعدّ من أكبر التجمعات البشرية سنوياً في العالم. ويشكل أحد الأركان الخمسة للإسلام وعلى من استطاع من المؤمنين أن يؤديه على الأقل مرة واحدة في العمر.
وقد يشكل أداء هذه الفريضة بؤرة رئيسية محتملة لانتشار العدوى بفيروس كورونا المستجد، حيث أن ملايين الحجاج من حول العالم يتدفّقون على المواقع الدينية المزدحمة في مدينة مكة المكرّمة لأداء المناسك.
وستكون هذه المرة الأولى في التاريخ الحديث التي لا يشارك فيها مسلمون من خارج المملكة في أداء الفريضة، التي شارك بها 2,5 مليون شخص العام الماضي.
وجاء القرار المتعلق بتنظيم موسم الحج 2020 بعدما كانت السعودية علّقت أداء العمرة في آذار/مارس بسبب المخاوف من انتشار الفيروس في أقدس المدن الإسلامية.
ويخيّب قرار المضي بأعداد قليلة آمال ملايين المسلمين الذين غالباً ما ينفقون مدّخراتهم للسفر لأداء مناسك الحج، وينتظر بعضهم سنوات طويلة حتى يحصلوا على موافقة من سلطاتهم وسلطات السعودية للحج.
بيان من وزارة الحج والعمرة في المملكة العربية السعودية بشأن تنظيم موسم الحج 2020
نص البيان الصادر عن وزارة الحج والعمرة بشأن إقامة الحج هذا العام pic.twitter.com/z9B2O1jR2Z
— وزارة الخارجية ?? (@KSAMOFA) June 22, 2020
وقالت وزارة الحج والعمرة السعودية في بيان “في ظل استمرار هذه الجائحة، وخطورة تفشي العدوى بفيروس كورونا في التجمعات والحشود البشرية، والتنقلات بين دول العالم، وازدياد معدلات الإصابات عالميًا، فقد تقرر إقامة حج هذا العام بأعداد محدودة جداً للراغبين في أداء مناسك الحج لمختلف الجنسيات من الموجودين داخل المملكة”.
وتابعت أنّ القرار جاء “حرصاً على إقامة الشعيرة بشكل آمن صحياً وبما يحقق متطلبات الوقاية والتباعد الاجتماعي اللازم لضمان سلامة الإنسان وحمايته من مهددات هذه الجائحة، وتحقيقًا لمقاصد الشريعة الإسلامية في حفظ النفس البشرية”.
وأعلن وزير الحج السعودي محمد بنتن أنه سيتم السماح “لنحو ألف” شخص بأداء الحج هذا العام، وذلك بسبب المخاوف من فيروس كورونا المستجدّ.
ولم يوضح الوزير آلية اختيار الحجاج ولكنه قال إن السعودية تعمل مع “جميع البعثات الدبلوماسية الموجودة في المملكة لمعرفة الأعداد من الأخوة غير السعوديين والمقيمين في المملكة العربية السعودية والتي تنطبق عليهم الشروط الصحية التي حددتها وزارة الصحة وفي ذلك الوقت يتم تحديد العدد”.
وتحاول المملكة احتواء تفشي فيروس كورونا المستجد مع ازدياد كبير في الحالات المسجلة يومياً وحالات الوفاة منذ تخفيف إجراءات حظر التنقل في البلاد أواخر الشهر الماضي. ولا تزال الرحلات الدولية معلّقة في السعودية.
وتقول مصادر إنه في المستشفيات السعودية تمتلىء أسرة العناية المركزة بشكل سريع مع تزايد أعداد المصابين من العاملين في مجال الصحة. وسجلت السعودية حتى الآن أكثر من 161 ألف إصابة بفيروس كورونا بينما تجاوز عدد الوفيات 1300.
المصدر: euronews
اقرأ/ي أيضاً:
كورونا وانهيار العالم الغربي: انتحار جماعي في إيطاليا وقرآن في الكونغرس
السعودية: اعتقال عشرات المتهمين بالإرهاب أثناء الحج