أجرى العلماء أبحاثًا امتدت لأعوام تمكنوا على إثرها من تحديد أربع مراحل للعشق، تختلف تسمياتها ولكنها جميعًا مرتبطة بنسب هرمونات معينة يفرزها الجسد بحيث تظهر أعراضها على العشاق. ويقسم العشق لمراحل: الانجذاب، والمواعدة، والوقوع في الحب، والحب الحقيقي.
الانجذاب
وهو ما لا يستغرق عادةً أكثر من لحظة واحدة، تستجيب من بعدها حواس الجسد، وبحسب موقع mindbodygreen.com، فإن دقات القلب تتسارع، وتتعرق الكفان، تتسع حدقتا العينين، وتجف الشفتين، حتى قبل أن يحدث اللقاء والتعارف.
ويطلق عادةً على هذه الأعراض اسم “الكيمياء” وتعني أن الجسد يستجيب لوجود شخص بالغ الأهمية في محيطك، دون سبب أو تفسير واضح. وتلك الأعراض هي في الحقيقة ناتجة عن إفراز هرمون norepinephrine.
بالنسبة لأشخاصٍ آخرين، قد لا تظهر هذه الأعراض بالمرة، ويستطيع هؤلاء الدخول في علاقات مباشرة وتسمى حالتهم “الانجذاب الجنسي”.
المواعدة
وهذه المرحلة مثيرة لكنها معقدة أيضًا، وتتحكم فيها هرمونات عدة. فعندما تبدأ المواعدة، يحاول العقل التدخل، خوفًا من مخاطر الوقوع في الحب.
وفيما يحاول العقل مواجهة هذه الحالة، تزداد الضغوط الهرمونية. حيث يفرز الجسم هرمونات متعددة الوظائف أهمها للنساء oxytocin ،Dopamine وللرجال testosterone ،vasopressin. كما يفرز الرجال والنساء هرمون Dopamine أثناء انفعالهم عند الفوز بمكاسب في الحب.
كذلك يتولد هرمون Oxytocin لدى المرأة عند الشعور بالثقة، وأثناء تفاصيل العلاقة الحميمية مع الرجال. الذين يفرزون في هذه اللحظة بدورهم هرمون vasopressin. وفي اللحظة التي يشعرون فيها بانتباه المرأة وإعجابها. ويزداد لدى الرجال أيضاً مستوى هرمون testosterone.
وإذا سارت الأمور على نحو إيجابي، وبلغت الهرمونات ذروتها لدى الطرفين، ينشأ هذا الإحساس الرائع الذي يسمى الحب.
الوقوع في الحب
وترتفع مستويات بعض الهرمونات في هذه المرحلة، مثل هرمون القلق cortisol skyrockets، وهو ما يفسر صعوبة النوم والأكل خلال هذه الفترة. كما يتراجع هرمون السعادة، والسبب العلمي الذي يجعلك لا تدرك تصاعد التوتر وتراجع السعادة أن جزءاً من الدماغ، وهو amygdala، يتدهور نشاطه. ومهمة هذا الجزء في الأوقات العادية التنبيه لخطورة تزايد هرمون التوتر.
وأفادت أبحاث في بريطانيا، إلى أن مرحلة الوقوع في الحب تترافق مع تدهور نشاط الجزء الدماغي ventromedial prefrontal cortex، المكلف بإصدار أحكام على الذات والآخرين. وهو ما يفسر التعبير الشعبي “الحب أعمى”. فيصبح العاشق عاجزاً عن رؤية وتقييم الآخر بالطريقة الصحيحة، أو حتى الإحساس بتزايد التوتر وتراجع السعادة، ويتولد شعور زائف بالرضا.
ومع مرور الوقت، يبدأ العقل في العودة لمرحلة الاستقرار النسبي. وقد ينتج عن العودة حالات انفصال نتيجة استرداد الوعي، فيما يواصل البعض السير نحو المرحلة الأخيرة وهي الحب الحقيقي.
الحب الحقيقي
هي مرحلة استقرار نسبي، حيث تهدأ الانفعالات العصبية، وتتراجع الهرمونات، ويعود النشاط الطبيعي لأجزاء المخ. وتشهد الفترة حالة من الاتزان يرافقها القدرة على إصدار أحكام نقدية، وهو ما يفسر التمكن من اتخاذ القرار بالتراجع عن المغامرة.
أما الذين يقررون المضي قدماً للأمام، فهم الذين يختارون التركيز على الجوانب الإيجابية في شخصيات المحبين، وتجنب ضعفهم وقصورهم. ومن يصل إلى هذه النقطة يكون الحب لديه أكثر رسوخاً، وبلا شروط، ممزوجاً بالتعاطف والرعاية.
العربية نت.