تشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى تراجع شعبية حزب البديل من أجل ألمانيا، الذي سيقدم برنامجه السياسي للمصادقة عليه في مؤتمره العام نهاية الأسبوع.
فما الذي يحمله برنامج الحزب اليميني الشعبوي، خاصة في ملف الهجرة والإسلام؟
يقدم حزب البديل من أجل ألمانيا “AfD”، نهاية هذا الأسبوع (يومي السبت والأحد)، في مؤتمره العام بمدينة كولونيا مشروع برنامجه الانتخابي لخوض منافسات الانتخابات التشريعية، المزمع إجراؤها في أيلول\سبتمبر القادم. ويتضمن برنامج الحزب مطالب قديمة معروفة مثل الانسحاب من اليورو أو تقوية الاستفتاءات الوطنية. إضافة إلى تجديد الحزب عزمه اتخاذ إجراءات صارمة بخصوص ملف الهجرة واللاجئين، مؤكدا أن الإسلام ليس جزءً من ألمانيا.
سياسية اللجوء والهجرة
يرفض حزب البديل من أجل ألمانيا أي شكل من أشكال لمّ الشمل بالنسبة للاجئين، ويريد فقط “السماح بالهجرة المؤهلة حسب الحاجة”. وبالإضافة إلى ذلك، يطالب الحزب بنسبة ثابتة لترحيل اللاجئين والمهاجرين غير الشرعين. ويقول الحزب إنه من الضروري “تقليص نسبة الهجرة بحوالي 200 ألف شخص سنويًّا، على مدى عدة سنوات.” وإذا رفضت بلدان المنشأ استقبال مواطنيها، فيجب أن تُمَارَس عليها ضغوطاتٌ عبر وقف المساعدات التنموية، على سبيل المثال.
السياسية الأمنية الداخلية
يطالب الحزب اليميني الشعبوي ” بنزع الجنسية الألمانية من المجرمين من أصول أجنبية”. وفي هذا الصدد يريد الحزب نزع جواز السفر الألماني “في غضون عشر سنوات بعد الحصول على الجنسية، عند التورط في جريمة كبرى أو في حالة ثبوت العمل مع منظمات إرهابية، أو في حالة المشاركة في عصابات إجرامية.” وهذا يحب أن يحدث أيضًا، حتى إذا أصبح المتورطون دون أي جنسية. ولهذا سيكون من الضروري في هذه الحالة تغيير المادة (16) من الدستور الألماني، التي تمنع أن يكون الشخص بدون جنسية.
وبالإضافة إلى ذلك، يسعى الحزب اليميني الشعبوي إلى خفض سن المسؤولية الجنائية إلى 12 سنة وتطبيق القانون الجنائي للبالغين ابتداءً من 18 سنة. كما يطالب الحزب بتعزيز المراقبة بكاميرات الفيديو في الأماكن العامة، المعروفة بارتفاع معدلات الجريمة.
التعامل مع الإسلام
يؤكد حزب البديل من أجل ألمانيا في برنامجه على أن الإسلام “لا ينتمي إلى المانيا.” ويطالب بمنع ارتداء الحجاب في الخدمة العامة. ويقول أيضًا إنه يجب منع الحجاب في المؤسسات التعليمية وحظر النقاب كليا في الأماكن العامة. وعلاوة على ذلك يطالب الحزب بمنع المآذن وصوت الآذان، بالإضافة إلى منع تدريس الإسلام في المؤسسات الحكومية.
“يجب أن يكون للشعب الكلمة الأخيرة” و”استعادة الديمقراطية في ألمانيا”، في طليعة تصريحات الحملة الانتخابية لحزب البديل، الذي يطالب بإجراء استفتاءات شعبية على طريقة النموذج السويسري، مشددًا على أنه حتى في حالة تغيير قوانين في الدستور الألماني يجب أن يكون للشعب الكلمة الأخيرة.
وبالإضافة إلى ذلك، فإنه يجب أن يكون للألمان الحق مثل البريطانيين، في أن يقرروا في إمكانية “البقاء في منطقة اليورو، أو حتى التصويت للخروج من الاتحاد الأوروبي.” كما يطالب الحزب اليميني الشعبوي بأن يتم انتخاب الرئيس من قبل الشعب، وأن تكون مدة عضوية أعضاء البرلمان والحكومة محدودة.
الخروج من منطقة اليورو
يؤكد حزب البديل من أجل ألمانيا على فشل اليورو ويطالب بانسحاب ألمانيا من منطقة اليورو. وبالرغم من صعوبة هذا الإجراء وتداعياته، إلى أن الحزب يعتبر أن التكاليف الناجمة عن ذلك هي على كل أحوال أقل من البقاء في المنطقة.
السياسة الخارجية
يدعو حزب البديل من أجل ألمانيا لإنهاء العقوبات ضد روسيا وتعميق التعاون الاقتصادي معها. وجدد الحزب رفضه لانضمام تركيا للاتحاد الأوروبي. كما يسعى الحزب إلى إعادة فرض التجنيد الإجباري مرة أخرى ويرفض الاتفاقات التجارية مثل اتفاق التبادل التجاري الحر بين كندا والاتحاد الأوروبي (CETA) أو اتفاقية الشراكة التجارية والاستثمارية العابرة للأطلسي (TTIP).
ضد التعدد الثقافي
يطرح الحزب موضوع التعامل مع التاريخ الألماني بشكل موجز في مشروع البرنامج. وذلك تحت عنوان “الثقافة الرائدة الألمانية بدلاً من “التعددية الثقافية”. وفي هذا الصدد يقول حزب البديل: “إن الحزب لن يسمح بفقدان ألمانيا لوجهها الثقافي بسبب سوء فهم معنى التسامح.” ويضيف “ينبغي ألا يتم حصر الثقافة الألمانية في التركيز أحادي الجانب على ذكرى سنوات زمن النازية.”
السياسة الضريبية والاجتماعية
يريد حزب البديل من أجل ألمانيا، اليميني الشعبوي، تسهيل النظام الضرائبي بوضع حد أقصى للضرائب. كما يطالب بإلغاء الضريبة على الميراث. وأن لا تتعدد مساهمة العمال والموظفين في الضرائب 15 في المائة. كما يجب أن يتم قرن سن التقاعد بعدد سنوات العمل وليس بسن محدد كما هو الحال الآن.
المصدر دويتشه فيليه.