خاص أبواب
مع مجيء فصل الشتاء يعاني الكثير منّا من مشاعر سلبية واضطرابات في المزاج، كالحزن والكآبة وعدم القدرة على الفعالية، لا يمكننا غالباً فهم أو تفسير هذه الأعراض الجديدة، ولكنها أعراض مشخصة لما يعرف باكتئاب الشتاء “Winter blues” فكيف يمكننا مواجهة هذا الاكتئاب في البلدان الباردة؟
ترى البروفيسورة الألمانية “كنيجينجا ريشتر” أن الليل الطويل في شتاء ألمانيا والنهار القصير، بسمائه المعتمة الملبّدة غالباً بالغيوم وقلة أشعة الشمس، يتسبب في إصابة بعض الأشخاص باكتئاب يعرف باسم اكتئاب الشتاء. وقد أوضحت أنه أحد أنواع الاكتئاب المعروفة، وهو عبارة عن اضطراب عاطفة موسمي “Seasonal affective disorder” يهاجم بعض الأشخاص في أواخر الخريف وأوائل الشتاء، بينما يختفي بحلول الصيف وازدياد طول النهار وأشعة الشمس المشرقة.
ومن جانبه أشار البروفيسور الألماني “أولريش هيجيرل” إلى أن أعراض اكتئاب الشتاء تختلف عن أعراض الاكتئاب الحقيقي؛ حيث يعاني المرء من زيادة الشهية والوزن بدلاً من فقدان الشهية والوزن، كأنه يعوّض الكآبة بمتعة الأكل. كما ينام المريض مدة أطول من المعتاد بدلاً من المعاناة من صعوبات النوم، بينما الأعراض المشتركة بين نوعي الاكتئاب، هي الحزن والكآبة والشعور بالتعب والإرهاق.
وبدورها أشارت أخصائية العلاج الطبيعي الألمانية “هانا فريدل” أنه من الممكن مواجهة اكتئاب الشتاء من خلال التعرض لضوء النهار؛ حتى لو تكن السماء صافية، نظراً لأن الضوء يلعب دوراً حاسماً في الحالة المزاجية للإنسان؛ فيعمل على إفراز هرمونات عديدة لها تأثير إيجابي على المشاعر والأحاسيس. ولذلك من المهم الخروج في النهار خلال الشتاء حتى لو كان الطقس سيئاً.
ويمكن أيضاً اللجوء إلى ما يعرف بالعلاج بالضوء؛ فالتعرض لمصباح خاص بضوء قوي ساطع بعد الاستيقاظ مباشرةً ولمدة 60 دقيقة يومياً قد يخلّصنا من المشاعر السلبية ويرفع مستوى الطاقة ويحسّن المزاج.
أما الرياضة فتعد سلاحاً فعالاً لمحاربة اكتئاب الشتاء، التمارين الرياضية المتنوعة وخاصة الجري في أحضان الطبيعة. وبالمثل تعتبر التغذية السليمة من الأسلحة المهمة لمحاربة الاكتئاب؛ حيث ينبغي تناول الأطعمة المغذية والتي تساعد على تحسين المزاج مثل الشوكولاتة والموز والبلح والتين والأناناس والأفوكادو والمكسرات ورقائق الشوفان والأسماك وفول الصويا والأرز غير المقشر. كما تسهم التوابل أيضاً في تنشيط الأيض، ومن ثم في تحسين المزاج، خاصة الفلفل الأسود والحار والقرفة والزنجبيل.
ثمة أساليب أخرى قد تساهم في تحسين المزاج ومساعدة المرء على التخلص منه، مثل جلسات التدليك واستنشاق العطور، وممارسة اليوغا والاستماع إلى الموسيقى المحببة للقلب، والنظر إلى الألوان الزاهية والمبهجة، كما صحبة الأصدقاء والجلسات الدافئة مع الأحباب وحضور المناسبات الاجتماعية المسلية.
في النهاية “اكتئاب الشتاء” مرض موسمي يمكننا التغلب عليه بأي وسيلة مما سبق لكن ما نحتاجه فعلاً لتحقيق ذلك هو قليل من الإرادة والعزيمة.
اقرأ أيضاً: