عبد الرزاق حمدون – صحفي رياضي مقيم في ألمانيا
لا شيء يعكر صفو الشارع الألماني حالياً غير خبر ابتعاد النجم التركي الألماني مسعود أوزيل عن تمثيل المنتحب الألماني، واعتزاله اللعب دولياً بعد الخروج المخيّب للآمال من الدور الأول بمونديال روسيا.
صورة أوزيل مع رئيس بلده الأم رجب طيّب أرودغان أثارت الكثير من التساؤلات وردّات الفعل من قبل الشارع الألماني الممثل بصحفه الرياضية، وانهالت عليه بالعبارات العنصرية بسبب تصرّفه الذي اعتبرته بعض الصحف الألمانية “لا يحترم الجمهور الألماني” في تنويه إلى أن إرودغان هو عدو لسياسة ألمانيا الاتحادية، لتنتهز الجماهير الألمانية الفرصة وتعبّر عن استيائها بصافرات استهجان ضدّه خلال مباريات ألمانيا الاستعدادية لمونديال روسيا، ليسافر المانشافت بأسوء نفسية ممكن للاعبيه الذين يحملون جنسية أخرى غير الألمانية.
القضية بدأت منذ عام 2002 عندما افتتحت ألمانيا أكاديمياتها الكروية لاستقطاب المواهب الصغيرة واكتشافها، والتي ضمت الكثير من ذوي الأصول غير الألمانية، ممن اختارت عائلاتهم من ألمانيا وطناً لهم مثل العديد من لاعبي المنتخب المتوّج بكأس العالم 2014 “أوزيل- خضيرة- بواتينغ- بودولسكي- كلوزة…” والذين يشكلون الجيل الثاني أو الثالث من أسرهم المتمتعة بالجنسية الألمانية.
لم يكن التوقّع الألماني من فتح تلك الأكاديميات، وصول 11 لاعب من أصول غير ألمانية لدكّة المنتخب الأول في عام 2010. وكان تصريح رئيس الاتحاد الألماني راينهارد جريندل عام 2004 “منتخب متعدد الجنسيات والثقافات هو كذبة” خير دليل على ذلك، لتأتي الإجابة واضحة بعد 10 سنوات بلقب ألماني رابع في نهائيات كأس العالم من جيل وصل لاعبوه المجنّسون لنسبة كبيرة.
قضية أوزيل الأخيرة أشعلت فتيل أزمة حقيقية، ربما سيكون مستقبل الكرة الألمانية أكثر المتضررين بها، لأن مكانة النجم التركي تخطّت كرة القدم ليصبح الوجه الأول للعديد من الإعلانات الرياضية والإنسانية، ويعتبر مثالاً للأجيال التركية التي تعيش في ألمانيا، واعتزاله تحت وابل العبارات العنصرية سترمي بظلالها على المنتخب الألماني الحالي، الذي يحمل في جيناته الحالية العديد من اللاعبين ذوي الأصول غير الألمانية “غوندوغان- سانيه- محمود داوود” وربما الذي سيأتون لاحقاً، لأن مصير أوزيل سيكون هاجساً لهم في المستقبل، وهذا ما سيأثر بشكل كبير على مانشافت ألمانيا.
اقرا أيضاً: