نشر تقرير يوم الأربعاء 16 حزيران \ يونيو يوجه اتهاماتٍ للأمم المتحدة بانتهاك مبادئ الحياد في تعاملها مع الصراع السوري، وذلك عبر سماحها للحكومة بالتحكم في توزيع مساعدات الإغاثة.
وأشارت بي بي سي إلى هذا التقرير الذي نشرته جماعة حقوقية تسمى “حملة سوريا”، وهي جماعة تصف نفسها بأنها تعمل من أجل مستقبل ديمقراطي آمن في سوريا. ويوثق التقرير ما يصفه بأنه “انتهاك خطير لمبادئ العمل الإنساني في عدم الانحياز، والاستقلال والحيادية”.
جماعات عاملة في مجال حقوق الإنسان والمجتمع المدني تدعم التقرير:
وقد دعم أكثر من خمسين جماعة عاملة في مجال حقوق الإنسان أو في المجتمع المدني، تقريرا يقول إن الأمم المتحدة قد رضخت لمطالب عدم مساعدة المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة. ويزعم التقرير أن “ذلك أسهم في وفاة آلاف المدنيين”.
ودعت جماعة “حملة سوريا” عبر هذا التقرير، الأمم المتحدة إلى القيام إما بإدارة عملية غير منحازة وملتزمة بالمبادئ أو إلى ايقاف تعاونها مع الحكومة السورية.
ولم يصدر عن الأمم المتحدة أي تعليق بشأن هذا التقرير حتى الآن. إلا أنه يجدر بالذكر أن الأمم المتحدة كانت قد أقرت في مارس\آذار، بأن بعض الوكالات العاملة معها “لم تكن راغبة في تعريض عملياتها إلى الخطر في سوريا باتخاذ موقف اشد من الحكومة”.
وتقول تقارير إنه في مرحلة مبكرة لانطلاق الانتفاضة السورية، هددت حكومة الأسد بسحب سماحها للأمم المتحدة بالعمل داخل سوريا، وسحب تأشيرات الدخول الممنوحة لكوادرها من غير السوريين، إذا حاولت وكالاتها توزيع المساعدات في مدينة درعا التي حاصرتها القوات الحكومية في جنوب البلاد.
وتضيف أن “الحكومة السورية استخدمت التهديد باستمرار منذ ذلك التاريخ للتحايل والتحكم في أين وكيف ولمن توزع المساعدات الإنسانية”.
ويزعم التقرير أن وكالات الأمم المتحدة “اختارت القبول بالتقييدات الحكومية” بدلاً من وضع خطوط حمراء وشروط لتعاونها مع الحكومة، ومن هنا “ولدت ثقافة الخضوع”، بحسب التقرير.
ويشير التقرير إلى أن ذلك أعطى للحكومة فيتو فعال على تسليم المساعدات إلى المناطق الخاضعة للمعارضة، ومكنها من استخدام الحصار كسلاح في الحرب.
وفي أبريل/ نيسان سلمت نسبة 12 في المئة فقط من الغذاء من دمشق إلى المناطق الخارجة عن السيطرة الحكومية، حسب برنامج الغذاء الدولي.
الحكومة تستلم مليارات الدولارات كمساعدات لا تصل لمستحقيها:
ويقول التقرير “إن الحكومة السورية تعرف أنه ليس ثمة عقوبات في حال إهمال دخول المساعدات إلى المناطق التي لا تسيطر عليها، وستواصل رغم ذلك استلام مليارات الدولارات من مساعدات الأمم المتحدة”.
وتقول الشبكة السورية لحقوق الإنسان إنه من جراء ذلك “توفي آلاف المدنيين في المناطق التي تحاصرها الحكومة، لأسباب تتعلق بسوء التغذية ونقص المعالجة الطبية. وقد جوع المئات حتى الموت، على بعد نحو 5 دقائق من الفندق الذي يقيم به العديد من موظفي الاغاثة في الأمم المتحدة في دمشق”.
وقال روجر هيرن، الرئيس السابق لوكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين في دمشق، “ثمة فشل منهجي في استجابة الأمم المتحدة، اذ بدلاً من أن تبني استجابتها على الحاجة، طورت برنامج استجابة بكلفة مليار دولار يخضع بشكل واسع للنظام ووكلائه”.