المثل الألماني “عدم المعرفة لا يحمي من الجزاء” يعبر بدقة عن إدراك الشعب الألماني لمفهوم معرفة القوانين ومفهوم تطبيق هذه القوانين.
وفيما يتعلق بمعرفة القانون وعدم مخالفته فإن ذلك يشكل تحديًا كبيرًا أمام اللاجئين على وجه الخصوص، حيث قد لا يعاني الألماني الذي عاش طوال حياته في هذا البلد لأنه يعرف قوانينها جيدًا.
فعلى سبيل المثال هناك الكثير من المخالفات التي ربما لم يعتد الوافدون الجدد عليها، مثل مخالفات قطع التذاكر أو المخالفات المرورية بالدارجة الهوائية، أو مخالفات رمي القمامة على الأرض، مخالفة حمل كيس خاص برفع براز الكلب أو القط الخاص بهم في الشارع. وأغلب هذه المخالفات يترتب عليها مخالفة نقدية أو في بعض الحالات عقوبات أشد.
بعض هذه المخالفات لم نسمع بها من قبل، وقد يعتقد الوافد الجديد أو المهاجر، أن عدم معرفته بأن تصرف ما يعدّ مخالفًا للقانون يمكن أن يعفيه من العقاب، لكنّ هذا غير صحيح. وأحيانًا يحصل العكس.
فالأجهزة التنفيذية الألمانية “الشرطة و الموظفين و عمال التفتيش و المقدرين و مفتشي الشركات الخاصة” لا تأخذ بعين الاعتبار عدم معرفة القانون أو النظام، بل تعمل على مبدأ أن العقوبة المادية أفضل طريقة لتعليم القانون .
لذلك في حال مخالفتكم القانون لا تحاولوا معالجة الموضوع بحجة عدم المعرفة فذلك يزيد الموظف عناداً في تسجيل المخالفة مهما كانت صغيرة، إنما الإعتراف بالخطأ و محاولة شرح الوضع و ذكر أنكم تعلمتم الآن هذا القانون بشكل جيد و في المرة القادمة لن يتكرر، ربما تؤخذ بعين الإعتبار (احتمال ضعيف أيضًا) .
أفضل الطرق دومًا هي السؤال بشكل دائم عن الأنظمة و القوانيين و معرفتها و عدم مخالفتها، و إلا عدم المعرفة هي بحدها ذنبٌ آخر.