أثارت قصة فتاة في السادسة عشرة من عمرها وترتدي النقاب داخل المدرسة في ساكسونيا السفلى، جدلاً حادًا داخل برلمان الولاية، بعدما تبين أن الفتاة ترتدي النقاب من المرحلة السابعة وحتى اليوم.
تسبب وجود تلميذة منقبة في المرحلة العاشرة النقاب بجدل واسع في برلمان ولايةساكسونيا السفلى خاصة من قبل المعارضة. لاسيما أنها ترتدي النقاب من المرحلة السابعة وحتى اليوم. وكانت المدرسة قد سمحت للفتاة بارتداء النقاب “لأسباب تربوية”. كما فشلت محاولات المدرسة لإقناع التلميذة وأسرتها بنزع النقاب.
وأفادت دوتشي فيلليه أن الحزب الديمقراطي المسيحي اتهم وزيرة الثقافة في الولاية فراوكه هاليغنشتادت، بعدم” فعل شيء” أو التقصير في عملها. كما طالب برفع دعوى ضد الوزيرة بداع التقصير الوظيفي المتعمد.
وازداد الأمر سوءًا بعد أن تبين أن التلميذة وأسرتها مراقبون من دائرة حماية الدستور (الأمن الداخلي). وأن والدها وأحد أشقائها عضوان منذ أعوام بجماعة “دولة الخلافة” التركية الممنوعة ولهم اتصالات مع أشخاص خطيرين.
ما الإجراء الذي يمكن لوزارة الثقافة عمله في هذه الحالة؟
يضمن الدستور الألماني الحرية الدينية لكل فرد. ولكنّ الفقرة 7 في الدستور التي تخص التعليم في المدارس. تعتبر أن ارتداء النقاب يمنع وسيلة الاتصال الطبيعية بين التلاميذ والمعلمين. لأهمية الحوار الشفهي وفهم لغة الجسد في الصف، بحسب خبراء التربية.
ومع فشل محاولات الإدارة والوزارة لثني الفتاة عن ارتداء النقاب، فإن الوزارة تنتظر انتهاء امتحانات المرحلة العاشرة، كما أوضحت الوزيرة هاليغنشتادت أمام برلمان الولاية في شهر تشرين أول/ نوفمبر الماضي. ويقال إن الفتاة (مندمجة) بشكل جيد، فلديها علاقات مع زميلاتها، كما أنها تنزع النقاب، حين يغيب الرجال عن الصف.
وذكرت “DW” أنه لم تحدث أي مشكلة داخل المدرسة بسبب ارتداء الفتاة للنقاب كما لم تؤثر على “السلم المجتمعي في المدرسة”. لكن تساؤلات كثيرة طرحها الإعلام حول حالة الفتاة، أضحى ثقلاً على المدرسة.
فإن لم تكن هناك مشكلة داخل المدرسة، لماذا يصنع من الموضوع مشكلة. يتساءل أستاذ علوم الثقافة المقارنة فيرنير شيفور من جامعة أوروبا فيادرينا في فرانكفورت. ويقول الخبير “ربما لأمر ارتداء الفتاة للنقاب علاقة بالانتقال من مرحلة المراهقة إلى مرحلة النضوج”. دون أن يشير إلى الضغوط المحتملة المسلطة ربما من قبل أسرتها.
موضوع التلميذة المنقبة يرتبط بالنقاش العام في أوروبا حول مسألة ارتداء النقاب والحجاب وكيفية التعامل معهما.
ففي فرنسا يمنع ارتداء النقاب، كما ثار في الصيف الماضي موضوع ارتداء لباس السباحة الإسلامي (البوركيني).
في النرويج تريد السلطات منع النقاب والبرقع من الجامعات والمدارس.
فيما تنوي الحكومة الألمانية منع ارتداءهما من قبل الموظفات. لكن حزب المستشارة الألمانية ميركل الحزب الديمقراطي المسيحي يريد منع ارتداء الحجاب وغطاء الرأس في المحاكم، وهو نفس موقف الحزب الاجتماعي المسيحي في بافاريا.
المتخصصة في شؤون الإسلام سيلفيا هورش في جامعة اوزنابروك تعتبر النقاش “إشارة سياسية” باعتبار أن عددًا قليلاً من النساء المسلمات في أوروبا يرتدين الحجاب. و”يدور الحديث اليوم حول المنع، بسبب المخاوف من أسلمة المجتمع”. لكن المشكلة حسب رأيها تعود إلى أن المنع يعود على رموز “تعتبر دينية” للمسلمين، والذي يفهم من قبلهم على أنه رفض للإسلام نفسه. فموضوع النقاب والبرقع يمكن أن يؤدي إلى إمكانية التطرف.
وتختم هورش بالقول إن المجتمع يمكنه استيعاب بعض الحالات المعدودة لنساء في غطاء كامل بالشارع. وتضيف “لا يمكن للمرء منع كل شيء لا يعجبه. يجب أن يتمكن المجتمع من قبول بعض الاختلافات”. DW