في تصعيد تركي عالي المستوى، شبّه الزعيم التركي أردوغان أمس، إلغاء بلديات مدن ألمانية لتجمعات سياسية مؤيدة له بأنها “لا تختلف عن تصرفات الحقبة النازية”. ووزير خارجيته ينوي لقاء نظيره الألماني زيغمار غابريل في هامبورغ الثلاثاء.
وكانت السلطات الألمانية قد سحبت تصاريح تجمعين في مدينتين ألمانيتين الأسبوع الماضي في إطار حملة حكومية تركية لكسب تأييد الجالية التركية الكبيرة في ألمانيا لتعديلات تطرح في استفتاء في أبريل/ نيسان القادم وتقضي بمنح أردوغان سلطات جديدة واسعة النطاق، ويضعف البرلمان، الأمر الذي ينتقده معارضوه.
وبحسب ما نقلته دويتشيه فيليه، فإن أردوغان قال أمام حشد في إسطنبول “يا ألمانيا لا صلة لك من قريب ولا من بعيد بالديمقراطية ويجب أن تعلمي أن التصرفات الحالية لا تختلف عن تصرفات الحقبة النازية. وعندما نقول ذلك ينزعجون. لماذا تنزعجون؟!”.
وألقى أردوغان كلمته هذه، في حفل شاركت فيه آلاف النساء المناصرات للحكومة باسطنبول اليوم الأحد (الخامس من آذار/ مارس 2017). وأفاد مراسلو وكالة فرانس برس في المكان أن المتظاهرات لوحن بالأعلام التركية وهتفن “طبعا نعم!” في استفتاء 16 نيسان/أبريل الذي قد ينقل تركيا إلى نظام حكم رئاسي.
من جهة أخرى يحتدم النقاش في ألمانيا، حول ما يعتبر “حملة دعاية لأردوغان”، وقد ألغت بلدتان ألمانيتان تجمعات لدعم الزعيم التركي، لأسباب يتعلق بعضها بمخاوف أمنية، وكان من المخطط أن يشارك فيها وزيرا العدل والاقتصاد التركيان. وتسبب الإجراء في موجة سخط في أنقرة عبرها عنها اليوم الرئيس أردوغان بنفسه.
وكانت مدينة كولونيا بولاية شمال الراين- فيستفاليا رفضت ظهور وزير الاقتصاد التركي نهاد زيبكجي في فعالية كان من المفترض إقامتها في دار بلدية بورتس. وخطط الوزير بعد ذلك للظهور في فعالية أخرى في قاعة مناسبات بمدينة فريشن، إلا أن إدارة القاعة رفضت إتاحتها لمنظمي الفعالية.
غير أن حزب العدالة والتنمية عاد اليوم الأحد ليعلن عن مشاركة نهاد زيبكجي اليوم الأحد في حفل موسيقي في مدينة ليفركوزن، حيث سيلقي خلالها خطابا قبل حضور تجمع خاص في أحد فنادق كولونيا يحضره زهاء 300 شخص.
من جهتها، أكدت الشرطة الألمانية اليوم الأحد قدوم وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إلى مدينة هامبورغ بعد غد الثلاثاء، دون ذكر أي تفاصيل إضافية، سوى الإشارة إلى أن السلطات بصدد إجراء تقييم للوضع.
ويعتزم جاويش أوغلو الالتقاء مع نظيره الألماني زيغمار غابرييل خلال الأيام القادمة، من أجل نزع فتيل الخلاف القائم بين برلين وأنقرة. ومهد غابرييل لهذا اللقاء بالتشديد على أهمية العلاقات التركية الألمانية، كما ورد في مقال كتبه لصحيفة “بيلد أم زونتاغ” الصادرة اليوم الأحد.