أخبار ألمانيا: 8 أشياء يجب معرفتها عن الإسلام في ألمانيا
1- يعود تاريخ أوائل المسلمين في ألمانيا إلى القرن السابع عشر
وصل المسلمون الأوائل الذين قدموا إلى ألمانيا، حسب التاريخ المسجل، كأسرى حرب من حصار فيينا من قبل الإمبراطورية العثمانية في عام 1683. لكن العديد منهم تم إما تعميدهم أو عادوا إلى أوطانهم.
بين عامي 1735 و 1739، انتهى المطاف بعد الحرب الروسية التركية بمزيد من أسرى الحرب المسلمين في ألمانيا. في عام 1739، أهدى دوق كورلاند 22 تركيًا للانضمام إلى ما يسمى بـفوج “الرجال طوال القامة” وتم إنشاء غرفة للصلاة لهم. كما انضم التتار والمسلمون البوسنيون أيضًا إلى القوات البروسية في عام 1741.
في وقت لاحق، تحسنت علاقة بروسيا بالإمبراطورية العثمانية، وبدأ عدد من المسلمين في العيش في ألمانيا بشكل منظم أكثر. في عام 1763 ، على سبيل المثال، أنشأت المحكمة البروسية في برلين منصبًا دبلوماسيًا عثمانيًا. وفي عام 1798، أنشأ الملك البروسي فريدريك ويليام الثالث أول مقبرة إسلامية في ألمانيا، والتي لا تزال قائمة حتى اليوم على طول شارع “كولومبيا دام” (Columbiadamm) في برلين. تم بناء أول مسجد خلال الحرب العالمية الأولى داخل معسكر لأسرى الحرب في فونسدورف، خارج برلين.
وظل عدد المسلمين في ألمانيا ضئيلًا نسبيًا بعد ذلك حتى الستينيات، ولكن ومع بداية برنامج العامل الضيف في ألمانيا هاجر من تركيا إلى ألمانيا أعداد كبيرة من العمال الأتراك. يشكل السكان الأتراك في ألمانيا الآن أكبر أقلية عرقية في البلاد حيث يبلغ عددهم حوالي 3 ملايين شخص من أصول تركية.
2- حوالي 5 في المائة من السكان مسلمون
أظهرت أحدث الأرقام الحكومية الصادرة العام الماضي أن ما بين 5.3 مليون و 5.6 مليون مسلم يعيشون في ألمانيا، أي مايصل إلى 5% من السكان. وعزت الحكومة هذا النمو إلى العدد الكبير من المهاجرين الذين قدموا إلى البلاد في السنوات الماضية، بما في ذلك الرقم القياسي لحوالي 900 ألف لاجئ، كثير منهم جاءوا من دول ذات أغلبية مسلمة.
وتوصل استطلاع للرأي أجرته مجموعة إبسوس البحثية في نفس الوقت تقريبًا أن الألمان يميلون إلى المبالغة في تقدير حجم السكان المسلمين في البلاد. أظهر الاستطلاع أن المستجيبين يعتقدون عمومًا أن المسلمين يشكلون ما يصل إلى 21 في المائة من السكان، أي ما يقرب من أربعة أضعاف الحجم الفعلي.
3- ألمانيا خامساً في الاتحاد الأوروبي من حيث الحجم النسبي للسكان المسلمين
تحتل ألمانيا المرتبة الخامسة في الاتحاد الأوروبي من حيث حجم الجالية المسلمة بالنسبة لبقية سكانها، خلف فرنسا (7.5 في المائة) وبلجيكا (5.9 في المائة) والنمسا (5.4 في المائة) واليونان (5.3 في المائة).
اقرأ/ي أيضاً: المسلمون في أوروبا.. بلدان وأرقام
أما في قبرص فإن واحد من كل أربعة (25.3 في المائة) من إجمالي السكان البالغ عددهم 1.2 مليون نسمة مسلمون. بينما في بلغاريا حوالي واحد من كل سبعة (13.7 في المائة) من إجمالي السكان مسلمون، وفقًا لمركز “بيو” للأبحاث العام الماضي. وعند النظر إلى قارة أوروبا بأكملها، فإن روسيا لديها أكبر عدد من المسلمين بشكل عام حيث يبلغ 14 مليون شخص، أي 10 في المائة من إجمالي سكانها، وفقًا لمركز بيو.
4- استخدم الألمان الجهاد لخوض الحرب العالمية الأولى
خلال الحرب العالمية الأولى، أنشأ المسؤولون الألمان صحيفة تسمى “الدشهاد” (الجهاد) لتشجيع الجنود المسلمين من البلدان الأخرى على خوض “حربهم المقدسة”، وفقًا للمتحف التاريخي الألماني في برلين. وتم توزيع الصحيفة – التي نُشرت بلغات مختلفة – على مناطق الخطوط الأمامية، داخل معسكرات الاعتقال الألمانية، وكذلك في الأماكن الواقعة تحت الحكم الفرنسي أو الإنجليزي أو الروسي حيث يعيش المسلمون.
حتى أن أول مسجد تم تشييده في ألمانيا كان جزءًا من هذه الاستراتيجية، حيث سُمح للسجناء بممارسة شعائرهم الدينية، ثم تعليمهم الجهاد لإقناعهم بالقتال إلى جانب ألمانيا ضد الحلفاء.
5- الإسلام ليس “كياناً عاماً” دينياً معترفاً به
يسمح الدستور الألماني للجماعات الدينية بأن تصبح “كيانات خاضعة للقانون العام”، مما يمنحها القدرة على فرض ضرائب على أعضائها، من بين حقوق أخرى. الأمر متروك للولايات بشكل فردي لمنح الجماعات الدينية هذا الوضع، ويستند الاعتراف إلى وجود عدد معين من الأعضاء، بالإضافة إلى ضمان الاستمرارية.
لكن المسلمين ليسوا منظمين بنفس الطريقة المنظمة مثل اليهود أو المسيحيين في ألمانيا، مما يعني أنهم لا يتوافقون تمامًا مع هذه المعايير. الإسلام في ألمانيا متنوع للغاية، مع ممارسات منفصلة مقسمة عبر الجماعات السنية باعتبارها الأكثر انتشارًا، بالإضافة إلى العلويين والشيعة والأحمديين والصوفية والإباضية وغيرهم.
وجدت دراسة أجراها المؤتمر الإسلامي الألماني (DIK) في عام 2009، أن 20% فقط من المسلمين ينتمون إلى منظمات أو تجمعات دينية. كانت المرة الأولى التي يتم فيها الاعتراف بمجتمع مسلم بموجب الوضع العام في عام 2013 من قبل ولاية هيسن لمنظمة مسلمة محلية.
6- انتخاب أول نائب مسلم عام 1994
كان “جيم أوزدمير” أول مسلم يتم انتخابه لعضوية البوندستاغ (البرلمان الألماني) في عام 1994. وُلد أوزدمير في “باد أوراش”، في ولاية بادن فورتمبيرغ، وهو ابن عامل زائر تركي. في عام 1983 حصل على الجنسية الألمانية. يعرف أوزدمير عن نفسه إنه “مسلم علماني”، بحسب تصريحاته لصحيفة “شبيغل” الألمانية في عام 2008.
7- تضم ولاية شمال الراين وستفاليا عمومًا أكبر عدد من المسلمين
قبل أن تشهد ألمانيا وصول عدد قياسي من اللاجئين خلال الأعوام الماضية، أغلبهم قادمون من بلدان ذات الأغلبية المسلمة، كان حوالي واحد من كل ثلاثة مسلمين في ألمانيا يعيشون في ولاية شمال الراين وستفاليا الأكثر اكتظاظًا بالسكان، حيث يعيش حوالي خمس إجمالي سكان ألمانيا في الولاية الغربية.
8- وكالات الاستخبارات الألمانية تراقب الإسلاميين الراديكاليين منذ التسعينيات
تراقب وكالة المخابرات المحلية (BfV) المتطرفين الإسلاميين المحتملين منذ تسعينيات القرن الماضي على الأقل. وتركز الوكالة على الجماعات الإرهابية المحتملة منذ وقوع هجمات 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة. وذلك لأن أعضاء خلية إرهابية في هامبورغ كانوا عملاء رئيسيين في تنفيذ عمليات اختطاف الطائرات التي فجرت برجي التجارة العالميين.
قبل عام 2001، تم تتبع الإسلام السياسي كشكل من أشكال “التطرف الأجنبي”. بعد 11 سبتمبر وفي عام 2004، أنشأت ألمانيا المركز المشترك لمكافحة الإرهاب في برلين لربط السلطات الأمنية على المستوى الفيدرالي. وتقدر وكالة المخابرات المحلية (BfV) حالياً أعداد السلفيين بحوالي 10 آلاف سلفي في ألمانيا. وتقول أن حوالي 1650 شخصًا يمكن أن يكونوا “إرهابيين محتملين”.
المصدر: thelocal.de