in

افتتاحية العدد 59: اللجوء والبحث عن الحب!

افتتاحية العدد 59: اللجوء والبحث عن الحب!

سعاد عباس. رئيسة التحرير
بجانب أعبائه المادية والإجرائية وصعوباته متعدّدة الأوجه، يولّد “اللجوء” تحدّيات مختلفة لا مكان لها في مباحث السياسة والحرب والاقتصاد ودورات “الاندماج” في الوطن الجديد. فالعلاقات العاطفية كثيراً ما تُصاب بخلل إثر “صدمة اللجوء”، وهي نفسها تجعل من الصعب الشروع في علاقات لمن لم يكن له/ـها تجارب سابقة. وفي وقتٍ تعلو أصواتٌ تنتقد تعقيدات الزواج ضمن أوساط اللاجئين، كارتفاع المهور وغيره من شروط تعجيزية، يتم الغمز تجاه الراغبين والراغبات بزواج بسيط من “أجانب”.

إنّ إيجاد شريك/ـة وتأسيس عائلة، بقدر ما هو احتياج أساسيّ، بات عبئاً إضافياً في بلدان اللجوء، لاسيما في الخطوة الأولى: “التعارف”. فغياب البيئة الاجتماعية المعتادة، والتي تتوزع فيها التجمعات البشرية الصغيرة على أسس تشابهاتها، سواء طبقياً أو معرفياً أو دينياً، خلق صعوبةً في إيجاد أسس تفاهم أو خلفيات مشتركة بين الراغبين والراغبات في الارتباط. ونتيجة تباعد المسافات وتكاليف السفر (والآن القيود المفروضة بسبب جائحة كورونا)، ليس من السهل التواصل المباشر مع أبناء وبنات “البيئات المناسبة” الذين يقيمون في غير مناطق. يضاف لما سبق ظهور معايير جديدة بين اللاجئين لتقييم مستويات النجاح الاجتماعي ومؤهلات شريك/ـة المستقبل، لكن الصعوبات دفعت بالبعض إلى “قبول ما لم يكن ليقبله في الوطن”.
الصعوبات نفسها دفعت بعضاً آخر للبحث عن الارتباط بشخصٍ من جنسية مغايرة، مما يشكّل تحدياً من نوع آخر. منطقياً، اللغة هي العائق الأول، لكن ليس الوحيد؛ فالمرء يبحث عن شريك/ـة بتاريخ أو عاداتٍ مشابهة، أو على الأقلّ غير متعارضة معه، وعلى أساسها تقوم الحياة المشتركة، بدءاً من تفاصيل بسيطة كالذائقة الموسيقية والوجبات المفضلة وكلمات الحب والغزل، وصولاً إلى الأولويات في الحياة، وطريقة تربية الأطفال وسواها.

على صعيد آخر، يُلاحظ تزايد الإقبال نسبياً على وسائل التعارف الحديثة، كتطبيقات المواعدة، بوصفها وسيلةً تتيح كسر العزلة العاطفية، ومعظم رواد هذه التطبيقات شباب يعانون الوحدة، أو هم على مشارفها. كما يحاول عدد متزايد من الشركاء التكيّف مع أشكال جديدة للعلاقات غير التقليدية، كالمساكنة أو الارتباط خارج إطار الزواج، والحب غير المحكوم بهوية الشريك/ـة الجنسية.
هذه التحديات ليست ظواهر مرتبطة بالسياق السوري وحده، فالصعوبات تتشابه وقد عاشتها التجمعات المهاجرة واللاجئة كافّة. ربما تضاعف تجربة الحرب اللجوء من حدّة الاحتياج العاطفي لدى الإنسان، لكنه في النهاية لصيق بكينونته، والحياة ستبدو أفقر بدونه.

إصابة بشار الأسد بفيروس كورونا

إصابة بشار الأسد بفيروس كورونا: النظام السوري يعلن إصابة الأسد وزوجته بكورونا

الزواج المدني في ألمانيا

بعيداً عن قوانين الأحوال الشخصية في بلادنا.. الزواج المدني في ألمانيا