المحامي رضوان اسخيطة. باحث دكتوراه في أمن البيانات وقوانينها
لم تلقِ جائحة كورونا بظلالها على القطاع الطبي والتجاري فحسب، بل إن القطاع التعليمي توقف لشهور عدة واقتصر على تعليم محدود عن بعد، ثم عاد من جديد جزئياً وسيعود كلياً ولكن بشكل مدروس.
هذا الأمر دفع بالقائمين على القطاع الدراسي في حكومات الولايات إلى طرح تعديلات واقتراحات للتماشي مع ما أحدثه فيروس كورونا من آثار، ولضمان استمرار التعليم في المدارس بشكل آمن قدر الإمكان عن طريق تعديل القوانين المدرسية في ألمانيا. ولأنّ المقاطعات تحكمها وزرات تربية وتعليم مستقلة فلقد أصدرت الوزارة في كل مقاطعة تعليمات تشابهت في أهدافها العامة، واختلفت في تفاصيلها بحسب توجهات حكومة المقاطعة ونسب الإصابة وما إلى ذلك.
بدايةً، مع العودة إلى المدارس في السنة الدراسية الجديدة 2020/2021، فلقد أقرت ولاية شمال الراين-وستفاليا عودة المدارس ابتداءً من الخامس عشر من شهر آب 2020، دون أي تغيير عن الموعد المعتاد، وهو ستة أسابيع بعد بداية العطلة الصيفية. وكذلك الحال في المقاطعات الأخرى، مع اختلافٍ بمواعيد البدء تبعاً لمواعيد بداية العطلة الصيفية لديهم.
كما ستعاود خدمة رعاية الأطفال في المدارس بعد الظهر عملها بعدما توقفت بسبب الجائحة، وسببت الكثير من حالات التعطل عن العمل للأهالي الذين لديهم وظائف، ويحتاجون لترك أطفالهم في المدرسة حتى ساعة متاخرة من بعد الظهر.
أما في ولاية سارلاند فقد تم اتخاذ قرارٍ بالعمل على رقمنة التعليم من خلال إتاحة المناهج التعليمية بشكل رقمي ليكون هناك جاهزية للتعليم الرقمي والتعليم عن بعد في حال عودة الجائحة. وسيتم في الأشهر القادمة العمل على تسهيل تزويد الطلاب بألواح رقمية للدراسة، وأفردت الولاية بالفعل 50 مليون يورو بشكل مبدئي لهذا الغرض.
ولاية هيسن طرحت أيضاً موضوع رقمنة التعليم، مع الانتباه لموضوع تأمين اتصالات الإنترنت السريعة المناسبة لتطبيق هذا النوع من التعليم، بينما وجد البرلمانيون في مقاطعة مكلنبورغ فوربومرن أن تأمين حواسيب وأجهزة لتطبيق آلية التعليم الإلكتروني يجب أن لايتوقف عند الطلاب الذين لايستطيع أهاليهم تأمين هذه الأجهزة لأسباب مالية، بل يجب أن يتم تمويلها من قبل حكومة الولاية في هذه الحالات.
أما على صعيد تعديل القوانين المدرسية في ألمانيا المتعلقة بالاحتياطات أثناء الدوام في المدرسة فلم تمدد بعض الولايات إلزامية لبس الكمامات بل أوصت فقط بضرورة عدم التقارب غير المبرر مع إمكانية الجلوس بشكل جماعي في الصف كما في السابق، كما صرح وزير التربية في مقاطعة راينلاند بفالز، حيث لم يعد من الملزم على الطالب ارتداء الكمامات، ولكن إتخاذ إجراءات التطهير والوقاية مازال مفروضاً على كافة الطلاب والمدرسين. أما عن فرض تحميل تطبيق تتبع المصابين بالكورونا على المدرسين والطلاب فلقد بقي تحميل هذا التطبيق مجرد إجراء موصى به.
على الجانب الآخر، ولتفادي النقص في إعطاء المادة العلمية نتيجةً لتوقف المدارس واقتصار التدريس على بعض التدريبات من المنزل، فلقد قدمت العديد من وزارات التربية في عدد من المقاطعات ومنها برلين وهيسن فرصةً مجانية خلال العطلة الصيفية لحضور محاضرات إعادة للدروس التي تم إلغاؤها بسبب الجائحة، أو لتقوية الطلاب في المواد الأساسية مثل اللغة الألمانية والرياضيات، وهذه المحاضرات تم أو سيتم تقديمها مجاناً، وتم توفير روابط إلكترونية للتسجيل عبر مواقع الوزارات على الإنترنت.
يبقى أن نقول بأن معظم وزارات التربية حتى الحكومة الفيدرالية، قد أطلقت برامج وخدمات وخطوط اتصال ودعم نفسي لتقديم المشورة والدعم في حال كان لدى المدرسين أو الطلاب والأهالي مشاكل نفسية سببها العزل المنزلي في الأشهر الماضية، وخصت المدرسين ببرامج يمكنهم حضورها اختيارياً عند الحاجة، تساعدهم في التغلب على الصعوبات النفسية التي واجهتهم نتيجة العمل من المنزل والانقطاع عن التعليم في المدرسة.
اقرأ/ي أيضاً:
فتح مراكز الرعاية النهارية في ألمانيا.. وزارة التعليم الاتحادي تحذر من المزاودات
مشكلتنا مع أنظمة التعليم
بالصور: نظام التعليم في ألمانيا وأنواع المدارس فيها