كشفت مئات التقارير الاستخباراتية الإيرانية المسرّبة عن عمق نفوذ طهران في العراق الذي يشهد احتجاجات منذ أسابيع عدة، بحسب ما نقلت صحيفة نيويورك تايمز وموقع ذي انترسبت اليوم الاثنين 18 تشرين الثاني/ نوفمبر.
وقالت الصحيفة والموقع الأميركيان إنهما تحققان في ما يقارب 700 صفحة من تقارير كتبت في عامي 2014 و 2015 عن الوضع العراقي من قبل وزارة الاستخبارات والأمن الإيرانية، وأرسلت إلى “ذي إنترسبت” من قبل شخص رفض الكشف عن نفسه.
وقال المصدر المجهول، الذي رفض اللقاء بالصحافي شخصياً، إنه يريد أن “يرى العالم ما تفعله إيران في بلدي العراق”.
وللعراق علاقات وثيقة ومعقدة في آن مع كل من جارتها الشرقية إيران، والولايات المتحدة التي تعارض نفوذ طهران في المنطقة.
وتقدم الوثائق “صورة مفصلة عن مدى القوة التي عملت فيها طهران لترسيخ نفسها في الشؤون العراقية، والدور الكبير للجنرال قاسم سليماني في ذلك”.
ويعتبر سليماني، وهو قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، رجل طهران الأساسي في العراق الذي يتردد إليه بشكل متكرر في أوقات الاضطرابات السياسية.
وفي خضم أكبر وأكثر الاحتجاجات دموية في العراق منذ عقود، ترأس سليماني اجتماعات في بغداد والنجف خلال الأسابيع الأخيرة، لإقناع الأحزاب السياسية برص الصفوف حول رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، بحسب ما ذكرت مصادر لوكالة فرانس برس.
في أحد التسريبات الإيرانية، يوصف عبد المهدي بأنه كانت له “علاقة خاصة” بطهران حين كان وزيراً للنفط في العراق عام 2014.
وقال مكتب رئيس الوزراء لفرانس برس إنه “لا يملك تعليقاً” على التقرير في الوقت الحالي.
وذكرت الوثائق أيضاً أن رئيسي الوزراء السابقين حيدر العبادي وإبراهيم الجعفري، ورئيس البرلمان السابق سليم الجبوري، هم سياسيون لهم صلات وثيقة بإيران.
ووفقاً لصحيفة “نيويورك تايمز”، تمكنت طهران من حصد المزيد من المكاسب والنفوذ بعد انسحاب القوات الأميركية من العراق في العام 2011، والتي قالت إنها تركت المخبرين العراقيين لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية “عاطلين ومعدمين”.
وقال التقرير إن هؤلاء لجأوا بعد ذلك إلى إيران، وقدموا معلومات عن عمليات وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) في العراق، مقابل أموال.
وفي أحد الأمثلة، تشير الصحيفة إلى أن ضابطاً في الاستخبارات العسكرية العراقية سافر من بغداد إلى مدينة كربلاء المقدسة لدى الشيعة، للقاء مسؤول في المخابرات الإيرانية.
وخلال الاجتماع الذي استمر ثلاث ساعات، قال المسؤول العراقي إن رئيسه، الفريق حاتم المكصوصي، أخبره أن ينقل رسالة إلى إيران مفادها أن “جميع استخبارات الجيش العراقي، اعتبرها تحت أمرك”.
وعرض المكصوصي تزويد إيران بمعلومات حول نظام سري أنشأته الولايات المتحدة للتنصت على الهواتف العراقية، يديرها مكتب رئيس الوزراء والاستخبارات العسكرية، وفق التقرير نفسه.
المصدر: (فرانس برس)
اقرأ/ي أيضاً:
العفو الدولية: الأمن العراقي يستخدم قنابل مسيلة للدموع تخترق جماجم المتظاهرين
مظاهرات العراق: الشعب الثوري الحي في مواجهة الرصاص الحي