عبد الرزاق حمدون. صحفي رياضي مقيم في ألمانيا
لم يعد الوضع كما كان عليه في السابق في برشلونة ، أصبحت مباريات الفريق تشكل عبئاً على الجماهير. الأمر أشبه بحالة من الخيانة، خيانة للجماهير والقميص ولشعار النادي “أكثر من مجرد نادي”.
لا أحد يستطيع توقع ما يحدث في برشلونة . وبالرغم من أن البحث عن الأسباب ليس بالأمر المعقد، إلا أن هذه الأسباب كثيرة ووفيرة لدرجة أنك ستصل في النهاية لحالة من الشك في جميع اللاعبين دون احترام تاريخ أحد، حتى لو كان بقيمة وحجم ليونيل ميسي الذي شهدنا في عصره نهضة برشلونة الحديثة، مروراً بسياسة الإدارة وصولاً لمدرب لا يملك أبسط أنواع فن قيادة المباريات.
“نادي برشلونة هو حالة مثيرة للاهتمام لأن لديه تاريخ من اللعب الجماعي اللامع أيضاً”، هذا ما تكلّم به الفرنسي آرسين فينغر مدرب أرسنال السابق خلال تواجده في استديوهات قنوات بي ان سبورتس. كلام فينغر جاء في الصميم ووصف حالة النادي الكتالوني تماماً، الفريق الذي كان مضرباً للمثل بـ لعبه الجماعي أضحى أكثر فردية وخطوطه متباعدة، الروح تتلاشى رويداً رويداً والعمل كـ فريق واحد لم يعد متواجد، وكأن اللاعبين مجبرين على القيام بالمهام داخل الملعب، الجو لا يشجع على العمل حتى للوافدين الجدد الباحثين عن مسيرة متألقة مع الفريق.
الواقع في برشلونة قائم على حلقة ترتبط فيها عدّة مصالح منها فردية وأخرى جماعية، بداية من الإدارة المهتمّة بإبقاء النادي كسلعة اقتصادية، وهذا الأمر يتطلّب استمرار فالفيردي “غير المتطلب والمُفلس”، وإرضاء اللاعبين الكبار بزيادة الأجور الشهرية ليكون برشلونة أكثر الأندية صرفاً للرواتب في أوروبا.
أما اللاعبين خاصّة “الرؤوس الكبيرة” يدعمون المدرب لأنه غير قادر على فرض شخصيته عليهم، فهم الثاتبون مهما حدث.
“اليوم فقدوا الكاريزما الخاصة بهم، ويجب أن تسأل كم أثرت بهم آخر خيبتين في دوري أبطال أوروبا”، يعتبر العامل النفسي الذي ذكره فينغر بتحليله، أحد أهم العوامل في عمل أي مدرّب. في الواقع إن الشيء الذي يفتقده فالفيردي هو المعنى الحقيقي لكلمة مدرب، فهو غير قادر على تشجيع نفسه حتى ينعش لاعبيه ويدفعهم للأمام كما يفعل كلوب وغوارديولا وكونتي ومدربون كُثر.
الفريق يعيش فترة سيئة بجميع المقاييس حتى في التعامل مع الخصم، كما وصف حارس سلافيا براغ “غادروا فوراً وبعضهم لم يصافحنا، كان الأمر حزيناً، لقد أردنا تبادل القمصان بعد المباراة ولكنهم لم يتصرفوا بشكل جيد”.
ما يحدث الآن يعيد لنا ذكرى الموسم الأخير للمدرب فرانك ريكارد، بعدها جاء غوارديولا ووضع حداً لكل تلك السلبيات ونهض بالفريق مجدداً. برشلونة الحالي ليس بحاجة لمدرب تكتيكي، بل هو بحاجة لذلك الشخص القادر على إحياء الموتى ووضع حد للمهازل التي تحصل داخل الفريق وإعادة هيبة الشعار والقميص.
اقرأ/ي أيضاً:
بعد الخسارة بخماسية.. مدرب بايرن ميونخ يلوم لاعبيه وإدارة النادي تقيله من منصبه
نتائج مباريات الجولة التاسعة من الدوري الألماني وجدول ترتيب الفرق والهدافين